الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3284 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل على الناس فقال بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث فقال الناس سبحان الله بقرة تكلم فقال فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلب حتى كأنه استنقذها منه فقال له الذئب هذا استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري فقال الناس سبحان الله ذئب يتكلم قال فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم وحدثنا علي حدثنا سفيان عن مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث التاسع عشر حديث أبي هريرة في قصة البقرة التي تكلمت :

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن الأعرج عن أبي سلمة ) هو من رواية الأقران ، وقد رواه الزهري أيضا عن أبي سلمة ، وسيأتي مع شرحه مستوفى في المناقب .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( بينا رجل يسوق بقرة ) لم أقف على اسمه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إذ ركبها فضربها فقالت إنا لم نخلق لهذا ) استدل به على أن الدواب لا تستعمل إلا فيما جرت العادة باستعمالها فيه ، ويحتمل أن يكون قولها إنما خلقنا للحرث للإشارة إلى معظم ما خلقت له ، ولم ترد الحصر في ذلك لأنه غير مراد اتفاقا ، لأن من أجل ما خلقت له أنها تذبح وتؤكل بالاتفاق ، وقد تقدم قول ابن بطال في ذلك في كتاب المزارعة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر ، وعمر ) هو محمول على أنه كان أخبرهما بذلك فصدقاه ، أو [ ص: 599 ] أطلق ذلك لما اطلع عليه من أنهما يصدقان بذلك إذا سمعاه ولا يترددان فيه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وما هما ثم ) بفتح المثلثة أي ليسا حاضرين ، وهو من كلام الراوي ، ولم يقع ذلك في رواية الزهري .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وبينا رجل ) هو معطوف على الخبر الذي قبله بالإسناد المذكور .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إذ عدا الذئب ) بالعين المهملة من العدوان .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( هذا استنقذتها مني ) في رواية الكشميهني " استنقذها " بإبهام الفاعل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا علي حدثنا سفيان عن مسعر ) هذا يدل على أنه سمعه من شيخه مفرقا ، والحاصل أن لسفيان فيه إسنادين :

                                                                                                                                                                                                        أحدهما أبو الزناد ، عن الأعرج ، والآخر مسعر عن سعد بن إبراهيم ، كلاهما عن أبي سلمة ، وفي كل من الإسنادين رواية القرين عن قرينه ، لأن الأعرج قرين أبي سلمة كما تقدم لأنه شاركه في أكثر شيوخه ولا سيما أبو هريرة ، وإن كان أبو سلمة أكبر سنا من الأعرج وسفيان بن عيينة قرين مسعر ، لأنه شاركه في أكثر شيوخه لا سيما سعد بن إبراهيم ، وإن كان مسعر أكبر سنا من سفيان .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية