الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3522 حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد بن عبد الله عن إسماعيل عن قيس قال سمعت سعدا رضي الله عنه يقول إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله وكنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ما له خلط ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام لقد خبت إذا وضل عملي وكانوا وشوا به إلى عمر قالوا لا يحسن يصلي

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إني لأول العرب رمى ) كان ذلك في سرية عبيدة بن الحارث بن المطلب ، وكان القتال فيها أول حرب وقعت بين المشركين والمسلمين ، وهي أول سرية بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السنة الأولى من الهجرة ، بعث ناسا من المسلمين إلى رابغ ليلقوا عيرا لقريش فتراموا بالسهام ولم يكن بينهم مسايفة ، فكان سعد أول من رمى ، ذكر ذلك الزبير بن بكار بسند له وقال فيه عن سعد إنه أنشد يومئذ :

                                                                                                                                                                                                        ألا هل أتى رسول الله أني حميت صحابتي بصدور نبلي



                                                                                                                                                                                                        وذكرها يونس بن بكير في زيادة المغازي من طريق الزهري نحوه ، وابن سعد من وجه آخر عن سعد " أنا أول من رمى بسهم ثم خرجنا مع عبيدة بن الحارث ستين راكبا " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ما له خلط ) بكسر المعجمة أي لا يختلط بعضه ببعض من شدة جفافه وتفتته .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم أصبحت بنو أسد ) أي ابن خزيمة بن مدركة ، وكانوا ممن شكاه لعمر في القصة التي تقدم بيانها في صفة الصلاة ، ووقع عند ابن بطال أنه عرض في ذلك بعمر بن الخطاب وليس بصواب ، فإن عمر من بني عدي بن كعب بن لؤي ليس من بني أسد . ووقع عند النووي " أسد بن عبد العزى " يعني رهط الزبير بن العوام ، وهو وهم أيضا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( تعزرني على الإسلام ) أي تؤدبني ، والمعنى تعلمني الصلاة ، أو تعيرني بأني لا أحسنها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( خبت ) أي إن كنت محتاجا إلى تعليمهم ، وقد تقدمت قصته مع الذين زعموا أنه لا يحسن يصلي في صفة الصلاة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وضل عملي ) في رواية ابن سعد عن يعلى بن عبيد عن إسماعيل " وضل عمليه " بزيادة هاء السكت .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية