الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1214 وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم لما أحللنا أن نحرم إذا توجهنا إلى منى قال فأهللنا من الأبطح

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم لما أحللنا أن نحرم إذا توجهنا إلى منى ، قال : فأهللنا من الأبطح ) الأبطح هو بطحاء مكة ، وهو متصل بالمحصب . وقوله ( إذا توجهنا إلى منى ) يعني يوم التروية كما صرح به في الرواية السابقة . وفيه دليل لمذهب الشافعي وموافقيه أن الأفضل للمتمتع وكل من أراد الإحرام بالحج من مكة أن لا يحرم به إلا يوم التروية . وقال مالك وآخرون : يحرم من أول ذي الحجة . وسبقت المسألة بأدلتها . أما قوله : ( فأهللنا من الأبطح فقد يستدل به من يجوز للمكي والمقيم بها الإحرام بالحج من الحرم ، وفي المسألة وجهان لأصحابنا : أصحهما لا يجوز أن يحرم بالحج إلا من داخل مكة ، وأفضله من باب داره . وقيل : من المسجد الحرام . والثاني : يجوز من مكة ومن سائر الحرم ، وقد سبقت المسألة في باب المواقيت . فمن قال بالثاني احتج بحديث جابر هذا لأنهم أحرموا من الأبطح ، وهو خارج مكة ، لكنه من الحرم ، ومن قال بالأول ، وهو الأصح ، قال : إنما أحرموا من الأبطح ؛ لأنهم كانوا نازلين به ، وكل من كان دون الميقات المحدود فميقاته منزله كما سبق في باب المواقيت . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية