الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1167 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر وهو ابن مضر عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر التي في وسط الشهر فإذا كان من حين تمضي عشرون ليلة ويستقبل إحدى وعشرين يرجع إلى مسكنه ورجع من كان يجاور معه ثم إنه أقام في شهر جاور فيه تلك الليلة التي كان يرجع فيها فخطب الناس فأمرهم بما شاء الله ثم قال إني كنت أجاور هذه العشر ثم بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر فمن كان اعتكف معي فليبت في معتكفه وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في كل وتر وقد رأيتني أسجد في ماء وطين قال أبو سعيد الخدري مطرنا ليلة إحدى وعشرين فوكف المسجد في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظرت إليه وقد انصرف من صلاة الصبح ووجهه مبتل طينا وماء وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي عن يزيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر وساق الحديث بمثله غير أنه قال فليثبت في معتكفه وقال وجبينه ممتلئا طينا وماء

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( فمن كان اعتكف معي فليبت في معتكفه ) هكذا هو في أكثر النسخ ( فليبت ) من المبيت ، وفي بعضها ( فليثبت ) من الثبوت ، وفي بعضها ( فليلبث ) من اللبث ، وكله صحيح ، وقوله في الرواية الثانية : ( غير أنه قال فليثبت ) هو في أكثر النسخ بالثاء المثلثة من الثبوت ، وفي بعضها ( فليبت ) من المبيت ، ومعتكفه بفتح الكاف وهو موضع الاعتكاف .

                                                                                                                [ ص: 242 ] قوله : ( فوكف المسجد ) أي : قطر ماء المطر من سقفه .

                                                                                                                قوله : ( فنظرت إليه وقد انصرف من صلاة الصبح ، ووجهه مبتل طينا وماء ) قال البخاري : وكان الحميدي يحتج بهذا الحديث على أن السنة للمصلي أن لا يمسح جبهته في الصلاة ، وكذا قال العلماء : يستحب أن لا يمسحها في الصلاة ، وهذا محمول على أنه كان شيئا يسيرا لا يمنع مباشرة بشرة الجبهة للأرض ، فإنه لو كان كثيرا بحيث يمنع ذلك لم يصح سجوده بعده عند الشافعي وموافقيه في منع السجود على حائل متصل به .

                                                                                                                قوله في الرواية الثانية : ( وجبينه ممتلئا طينا وماء ) لا يخالف ما تأولناه ؛ لأن الجبين غير الجبهة ، فالجبين في جانب الجبهة ، وللإنسان جبينان يكتنفان الجبهة ، ولا يلزم من امتلاء الجبين امتلاء الجبهة والله أعلم .

                                                                                                                وقوله : ( ممتلئا ) كذا هو في معظم النسخ ( ممتلئا ) بالنصب وفي بعضها : ( ممتلئ ) ويقدر للمنصوب فعل محذوف ، أي : وجبينه رأيته ممتلئا .




                                                                                                                الخدمات العلمية