الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          966 حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبي عن أسامة بن زيد عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من شيء يصيب المؤمن من نصب ولا حزن ولا وصب حتى الهم يهمه إلا يكفر الله به عنه سيئاته قال أبو عيسى هذا حديث حسن في هذا الباب قال وسمعت الجارود يقول سمعت وكيعا يقول لم يسمع في الهم أنه يكون كفارة إلا في هذا الحديث قال وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( ما من شيء ) ما نافية ، ومن زائدة للاستغراق ( من نصب ) بفتحتين التعب والألم الذي يصيب البدن من جراحة وغيرها ( ولا حزن ) بضم الحاء وسكون الزاي وبفتحتهما ، وهو الذي يظهر منه في القلب خشونة ، يقال : مكان حزن أي خشن ( ولا وصب ) بفتحتين : الألم اللازم والسقم الدائم ( حتى الهم ) بالرفع فحتى : ابتدائية ، والجملة بعد الهم خبره ، وبالجر فحتى عاطفة أو بمعنى إلى ، فالجملة بعده حاله ( يهمه ) أي يذيبه من هممت الشحم إذا أذبته من باب نصر ينصر . قال في القاموس : الهم الحزن هم السقم جسمه أذابه ، وأذهب لحمه ، وفي رواية البخاري ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم قال في الفتح : الهم ينشأ من الفكر فيما يتوقع حصوله مما يتأذى به ، والغم كرب يحدث للقلب بسبب ما حصل ، والحزن يحدث لفقد ما يشق على المرء فقده ، وقيل الهم والغم بمعنى واحد . انتهى . ( إلا يكفر الله به عنه سيئاته ) ظاهره تعميم جميع السيئات لكن الجمهور خصوا ذلك بالصغائر لحديث : الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر فحملوا المطلقات الواردة في التكفير على هذا المقيد .

                                                                                                          [ ص: 36 ] قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه البخاري ومسلم ( وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري في صحيحه من طريق محمد بن عمرو بن حلحلة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                          قوله : ( قال وسمعت الجارود ) أي قال الترمذي : سمعت الجارود ، وهو الجارود بن معاذ السلمي الترمذي شيخ أبي عيسى الترمذي ، ثقة من العاشرة ( يقول سمعت وكيعا ) هو وكيع بن الجراح الكوفي ثقة حافظ عابد من كبار التاسعة ( أنه ) أي وكيعا .




                                                                                                          الخدمات العلمية