الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1484 حدثنا هناد حدثنا عبدة عن عبيد الله بن عمر عن صيفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لبيوتكم عمارا فحرجوا عليهن ثلاثا فإن بدا لكم بعد ذلك منهن شيء فاقتلوهن قال أبو عيسى هكذا روى عبيد الله بن عمر هذا الحديث عن صيفي عن أبي سعيد الخدري وروى مالك بن أنس هذا الحديث عن صيفي عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث قصة حدثنا بذلك الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك وهذا أصح من حديث عبيد الله بن عمر وروى محمد بن عجلان عن صيفي نحو رواية مالك

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          2445 قوله : ( إن لبيوتكم عمارا ) أي سواكن ( فحرجوا عليهن ثلاثا ) بتشديد الراء المكسورة أي ضيقوا أي قولوا لها أنت في حرج أي ضيق إن عدت إلينا فلا تلومينا أن نضيق عليك بالتتبع والطرد والقتل كذا في النهاية وفي شرح مسلم للنووي . قال القاضي عياض : روى ابن الحبيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول : " أنشدتكم بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان بن داود عليهما السلام أن لا تؤذونا ولا تظهروا لنا " ونحوه عن مالك ( فإن بدا ) أي ظهر ( بعد ذلك ) أي بعد التحريج ( فاقتلوا ) [ ص: 51 ] وفي رواية لمسلم : " فاقتلوه فإنه كافر " ، وفي رواية أخرى له : " فاقتلوه فإنه شيطان " . قال القاري في المرقاة : أي فليس بجني مسلم . بل هو إما جني كافر ، وإما حية وإما ولد من أولاد إبليس ، أو سماه شيطانا لتمرده وعدم ذهابه بالإيذان ، وكل متمرد من الجن والإنس والدابة يسمى شيطانا . وفي شرح مسلم للنووي : قال العلماء إذا لم يذهب بالإنذار علمتم أنه ليس من عوامر البيوت ولا ممن أسلم من الجن بل هو شيطان فلا حرمة له فاقتلوه ولن يجعل الله له سبيلا إلى الإضرار بكم .

                                                                                                          قوله : ( وروى مالك بن أنس هذا الحديث ) رواه في آخر الموطأ ( وفي الحديث قصة ) رواه مسلم بقصته .




                                                                                                          الخدمات العلمية