الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1797 حدثنا علي بن عيسى بن يزيد البغدادي حدثنا عبيد الله بن محمد العيشي حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب وقتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن أبي ثعلبة الخشني أنه قال يا رسول الله إنا بأرض أهل الكتاب فنطبخ في قدورهم ونشرب في آنيتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم تجدوا غيرها فارحضوها بالماء ثم قال يا رسول الله إنا بأرض صيد فكيف نصنع قال إذا أرسلت كلبك المكلب وذكرت اسم الله فقتل فكل وإن كان غير مكلب فذكي فكل وإذا رميت بسهمك وذكرت اسم الله فقتل فكل قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عبيد الله بن محمد العيشي ) قال في التقريب عبيد الله بن محمد ابن عائشة اسم جده حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي ، وقيل : له ابن عائشة والعائشي والعيشي نسبة إلى عائشة بنت طلحة لأنه من ذريتها ثقة جواد رمي بالقدر ، ولم يثبت من كبار العاشرة انتهى . ووقع في النسخة الأحمدية عبيد الله بن محمد القرشي بزيادة لفظ ابن القرشي مكان العيشي وهو غلط .

                                                                                                          قوله : ( فارحضوها ) أي اغسلوها : قال في القاموس : رحضه كمنعه غسله كأرحضه انتهى . قال الخطابي : والأصل في هذا أنه إذا كان معلوما من حال المشركين أنهم يطبخون في قدورهم الخنزير ويشربون في آنيتهم الخمر فإنه لا يجوز استعمالها إلا بعد الغسل والتنظيف فأما [ ص: 420 ] ثيابهم ومياههم فإنها على الطهارة كمياه المسلمين وثيابهم إلا أن يكونوا من قوم لا يتحاشون النجاسات أو كان من عاداتهم استعمال الأبوال في طهورهم ، فإن استعمال ثيابهم غير جائز إلا أن يعلم أنها لم يصبها شيء من النجاسات انتهى ( إنا بأرض صيد ) الإضافة لأدنى ملابسة أي بأرض يوجد فيها الصيد أو يصيد أهلها ( إذا أرسلت كلبك المكلب ) أي المعلم ، قال في النهاية : المكلب المسلط على الصيد المعود بالاصطياد الذي قد ضري به انتهى . ( فذكي ) بصيغة المجهول من التذكية أي ذبح .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية