الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1820 وروى جابر وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( وروى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة إلخ ) في شرح السنة حكى إسحاق بن راهويه عن جرير قال : تأويله شبع الواحد قوت الاثنين ، وشبع الاثنين قوت الأربعة قال عبد الله بن عروة : تفسير هذه ما قال عمر رضي الله عنه عام الرفادة : لقد هممت أن أنزل على أهل كل بيت مثل عددهم فإن الرجل لا يهلك على نصف بطنه . قال النووي : فيه الحث على المواساة في الطعام وأنه وإن كان قليلا حصلت منه الكفاية المقصودة ، ووقعت فيه بركة تعم الحاضرين عليه انتهى . وقال الحافظ وعند الطبراني من حديث ابن عمر يعني الذي أشار إليه الترمذي وذكرنا لفظه ما يرشد إلى العلة في ذلك فيؤخذ منه أن الكفاية تنشأ عن بركة الاجتماع ، وأن الجمع كلما كثر ازدادت البركة انتهى .

                                                                                                          قوله : ( عن أبي سفيان ) اسمه طلحة بن نافع الواسطي الإسكاف ، نزل مكة صدوق من الرابعة . بفتح الجيم وتخفيف الراء معروف ، والواحد جرادة والذكر والأنثى سواء كالحمامة ، ويقال إنه مشتق من الجرد ؛ لأنه لا ينزل على شيء إلا جرده . وخلقة الجرادة عجيبة فيها عشرة من الحيوانات ذكر بعضها ابن الشهرزوري في قوله :


                                                                                                          لها فخذا بكر وساقا نعامة وقادمتا نسر وجؤجؤ ضيغم جنتها أفاعي الرمل بطنا وأنعمت
                                                                                                          عليها جياد الخيل بالرأس والفم

                                                                                                          [ ص: 445 ] قيل : وفاته عين الفيل وعنق الثور وقرن الأيل وذنب الحية ، وهو صنفان طيار ووثاب ، ويبيض في الصخر فيتركه حتى ييبس وينتشر فلا يمر بزرع إلا اجتاحه . وقد أجمع العلماء على جواز أكله بغير تذكية إلا أن المشهور عند المالكية اشتراط تذكيته ، واختلفوا في صفتها فقيل بقطع رأسه ، وقيل : إن وقع في قدر أو نار حل . قال ابن وهب : أخذه ذكاته ، ووافق مطرف منهم الجمهور في أنه لا يفتقر إلى ذكاته لحديث ابن عمر : " أحلت لنا ميتتان ودمان ، السمك والجراد والكبد والطحال " ، أخرجه أحمد والدارقطني مرفوعا ، وقال إن الموقوف أصح . ورجح البيهقي أيضا الموقوف إلا أنه قال : إن له حكم الرفع ، كذا في الفتح .




                                                                                                          الخدمات العلمية