الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1842 حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حمزة الثمالي عن الشعبي عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل عندكم شيء فقلت لا إلا كسر يابسة وخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم قربيه فما أقفر بيت من أدم فيه خل قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه من حديث أم هانئ إلا من هذا الوجه وأبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية وأم هانئ ماتت بعد علي بن أبي طالب بزمان وسألت محمدا عن هذا الحديث قال لا أعرف للشعبي سماعا من أم هانئ فقلت أبو حمزة كيف هو عندك فقال أحمد بن حنبل تكلم فيه وهو عندي مقارب الحديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبو كريب ) اسمه محمد بن العلاء ( حدثنا أبو بكر بن عياش ) هو الأسدي الكوفي ( عن أبي حمزة ) الثمالي بضم المثلثة اسمه ثابت بن أبي صفية كوفي ضعيف رافضي من الخامسة مات في خلافة أبي جعفر .

                                                                                                          قوله : ( هل عندكم شيء ؟ ) أي مما يؤكل ( فقلت لا ) أي لا شيء عندنا ( إلا كسر ) بكسر الكاف وفتح السين المهملة جمع كسرة وهي القطعة من الشيء المكسور والمراد هنا كسر الخبز ، وفي المشكاة إلا خبز يابس ( يابسة ) صفة ( وخل ) عطف على كسر ، قيل المستثنى منه محذوف والمستثنى بدل منه ، ونظيره في الصحاح قول عائشة إلا شيء بعثت به أم عطية . قال المالكي فيه : شاهد على إبدال ما بعد إلا من محذوف ، لأن الأصل لا شيء عندنا إلا شيء بعثت به أم عطية ( قربيه ) أي أحضري ما عندك ( فما أقفر ) بالقاف قبل الفاء ( بيت من أدم ) متعلق بأقفر . و قوله : ( فيه خل ) صفة [ ص: 467 ] بيت . قال الجزري في النهاية : أي ما خلا من الإدام ولا عدم أهله الأدم . والقفار الطعام بلا أدم ، وأقفر الرجل إذا أكل الخبز وحده من القفر والقفار وهي الأرض الخالية التي لا ماء بها انتهى .

                                                                                                          فإن قلت : لفظ بيت موصوف وفيه خل صفته ووقع بينهما الفصل فقوله أجنبي عنهما ، والفصل بين الموصوف وصفته بالأجنبي لا يجوز .

                                                                                                          قلت : قال القاري في المرقاة . يمكن أن يقال إنه حال على تقدير الموصوف ، أي بيت من البيوت ، كذا قاله الطيبي : وفي شرح المفتاح للسيد في بحث الفصاحة أنه يجوز الفصل بين الصفة والموصوف ، وأن يجيء الحال عن النكرة العامة بالنفي ولا يحتاج إلى تقدير الصفة . وقال ابن حجر : هو صفة بيت ولم يفصل بينهما بأجنبي من كل وجه لأن أقفر عامل في بيت وصفته وفيما فصل بينهما انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية .




                                                                                                          الخدمات العلمية