الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2000 حدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن عمر بن راشد عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عمر بن راشد ) وقع في النسخة الأحمدية : عمرو بن راشد بالواو ، والصواب بغير الواو ، وقال الحافظ في التقريب : عمر بن راشد بن شجرة بفتح المعجمة والجيم اليمامي ضعيف من السابعة ووهم من قال إن اسمه عمرو وكذا من زعم أنه ابن أبي خثعم انتهى ، ( عن إياس بن سلمة بن الأكوع ) الأسلمي كنيته أبو سلمة ويقال أبو بكر المدني ثقة من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( لا يزال الرجل يذهب بنفسه ) قال المظهر وغيره الباء للتعدية ، أي يعلي نفسه ويرفعها ويبعدها عن الناس في المرتبة ويعتقدها عظيمة القدر أو للمصاحبة ، أي يرافق نفسه في ذهابها إلى الكبر ويعززها ويكرمها كما يكرم الخليل الخليل حتى تصير متكبرة ، وفي أساس البلاغة يقال : ذهب به مر به مع نفسه ، قال القاري : ومن قبيل الأول قوله تعالى ذهب الله بنورهم أي أذهب نورهم ، وخلاصة المعنى أنه لا يزال يذهبها عن درجتها ومرتبتها إلى مرتبة أعلى وهكذا ( حتى يكتب ) أي اسمه أو يثبت رسمه ( في الجبارين ) أي في ديوان الظالمين والمتكبرين أو معهم في أسفل السافلين ( فيصيبه ) بالنصب وقيل بالرفع أي فينال الرجل من بليات الدنيا وعقوبات العقبى ( ما أصابهم ) أي الجبارين كفرعون وهامان وقارون .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) ذكره المنذري في الترغيب ، ونقل تحسين الترمذي وأقره .




                                                                                                          الخدمات العلمية