الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2451 حدثنا أبو بكر بن أبي النضر حدثنا أبو النضر حدثنا أبو عقيل الثقفي عبد الله بن عقيل حدثنا عبد الله بن يزيد حدثني ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس عن عطية السعدي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عبد الله بن يزيد ) الدمشقي ضعيف ، من السادسة .

                                                                                                          ومنهم من قال هو ابن ربيعة بن يزيد الماضي كذا في التقريب . وقال في تهذيب التهذيب في ترجمة عبد الله بن يزيد : قال أبو القاسم بن عساكر فرق البخاري بينه وبين عبد الله بن ربيعة بن يزيد وهما عند أبي داود واحد قال المزي : والصواب ما صنع البخاري إن شاء الله تعالى ( حدثني ربيعة بن يزيد ) هو الدمشقي ( وعطية بن قيس ) الكلابي ، وقيل : بالعين المهملة بدل الموحدة ، أبو يحيى الشامي ثقة مقرئ من الثالثة ( عن عطية السعدي ) هو ابن عروة أو ابن سعد أو ابن عمرو صحابي نزل الشام روى عنه ابنه محمد وربيعة بن يزيد كذا في الخلاصة .

                                                                                                          قوله : ( لا يبلغ العبد أن يكون ) أي لا يصل كونه ( من المتقين ) المتقي في اللغة اسم [ ص: 125 ] فاعل من قولهم وقاه فاتقى والوقاية فرط الصيانة وفي الشريعة الذي يقي نفسه تعاطي ما يستحق به العقوبة من فعل وترك ، وقيل التقوى على ثلاثة مراتب :

                                                                                                          [ الأولى ] : التقوى عن العذاب المخلد بالتبري من الشرك ، كقوله تعالى : وألزمهم كلمة التقوى .

                                                                                                          [ والثانية ] : التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك حتى الصغائر عند قوم ، وهو التعارف بالتقوى في الشرع والمعنى بقوله : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا .

                                                                                                          [ والثالثة ] : أن يتنزه عما يشغل سره عن الحق ويقبل بشراشره إلى الله وهي التقوى الحقيقية المطلوبة بقوله تعالى : اتقوا الله حق تقاته والحديث وإن استشهد به للمرتبة الثانية فإنه يجوز أن ينزل على المرتبة الثالثة ( حتى يدع ) أي يترك ( حذرا لما به بأس ) مفعول له أي خوفا من أن يقع فيما فيه بأس . قال الطيبي -رحمه الله- : قوله " أن يكون " ظرف " يبلغ " على تقدير مضاف أي درجة المتقين . قال المناوي : أي يترك فضول الحلال حذرا من الوقوع في الحرام .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه ابن ماجه والحاكم .




                                                                                                          الخدمات العلمية