الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2714 حدثنا قتيبة حدثنا عبد الله بن الحارث عن عنبسة عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن زيد بن ثابت قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه كاتب فسمعته يقول ضع القلم على أذنك فإنه أذكر للمملي قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وهو إسناد ضعيف وعنبسة بن عبد الرحمن ومحمد بن زاذان يضعفان في الحديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عبد الله بن الحارث ) بن عبد الملك المخزومي أبو محمد المكي ثقة من الثامنة ، ووقع في النسخة الأحمدية عبيد الله بن الحارث بالتصغير وهو غلط ( عن أم سعد ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب : أم سعد قيل : إنها بنت زيد بن ثابت ، وقيل : امرأته ، وقيل إنها من المهاجرات روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن زيد بن ثابت وعائشة ، روى حديثها عنبسة بن عبد الرحمن أحد المتروكين عن محمد بن زاذان عنها ، وقيل : عن محمد بن وردان عن عبد الله بن خارجة عنها ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( فسمعته ) أي النبي -صلى الله عليه وسلم- ( يقول ) أي له ( ضع القلم على أذنك ) بضم الذال [ ص: 412 ] ويسكن أي فوق أذنك معتمدا عليها ( فإنه أذكر للمملي ) وفي بعض النسخ للمالي . قال في المجمع : هو فاعل من ملا يملي ولم يجئ في اللغة ، وإنما فيها ممل ومملئ وفيه أذكر للمل ، وروي للمملي والمراد به الكاتب مجازا يريد وضع القلم على الأذن أسرع تذكرا فيما يريد الكاتب إنشاءه من العبارات ؛ لأنه يقتضي التأني وعدم العجلة ، وكون القلم في اليد يحمل على الكتب بأدنى تفكر فلا يحسن عبارته ، وفي وضعه على الأرض صورة الفراغ عن الكتابة فتقاعد النفس عن التأمل كذا قيل ، انتهى .

                                                                                                          وقال القاري : معناه أن وضع القلم على الأذن أقرب تذكرا لموضعه وأيسر محلا لتناوله ، بخلاف ما إذا وضعه في محل آخر فإنه ربما يتعسر عليه حصوله بسرعة من غير مشقة ، انتهى . ووقع في المشكاة : فإنه أذكر للمآل . قال القاري : أي لعاقبة الأمر والمعنى أنه أسرع تذكيرا فيما يراد من إنشاء العبارة في المقصود ، ثم قال : لعل لفظ المملي هو الصحيح في الحديث وأن لفظ للمآل مصحف عن هذا المقال . ويؤيده رواية ابن عساكر عن أنس بلفظ : أذكر لك .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وهو إسناد ضعيف ) قال القاري لكن يعضده أن ابن عساكر روى عن أنس مرفوعا ولفظه : إذا كتبت فضع قلمك على أذنك فإنه أذكر لك ، وقال السيوطي في تعقباته على موضوعات ابن الجوزي : حديث زيد بن ثابت : ضع القلم على أذنك ، الحديث . فيه عنبسة متروك عن محمد بن زاذان لا يكتب حديثه . قال : الحديث أخرجه الترمذي من هذا الوجه وله شاهد من حديث أنس أخرجه الديلمي ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية