الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2740 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن سالم بن عبيد أنه كان مع القوم في سفر فعطس رجل من القوم فقال السلام عليكم فقال عليك وعلى أمك فكأن الرجل وجد في نفسه فقال أما إني لم أقل إلا ما قال النبي صلى الله عليه وسلم عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليك وعلى أمك إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين وليقل له من يرد عليه يرحمك الله وليقل يغفر الله لنا ولكم قال أبو عيسى هذا حديث اختلفوا في روايته عن منصور وقد أدخلوا بين هلال بن يساف وسالم رجلا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا سفيان ) هو الثوري ( عن منصور ) هو ابن المعتمر ( عن سالم بن عبيد ) الأشجعي صحابي من أهل الصفة .

                                                                                                          [ ص: 11 ] قوله : ( أنه كان ) أي سالم بن عبيد ( فقال ) أي العاطس ( السلام عليكم ) ظنا أنه يجوز أن يقال بدل " الحمد لله " . ذكره ابن الملك ( فقال ) أي سالم ( عليك ) وفي رواية أبي داود : وعليك . بالواو ( فكأن ) بتشديد النون ( الرجل ) أي العاطس ( وجد ) أي الكراهة أو الخجالة أو الحزن لما قال سالم ( في نفسه ) لكن لم يظهره وظهر عليه بعض آثاره ، وقيل أي غضب أو حزن من " الموجدة " وهو الغضب أو الوجد وهو الحزن ( فقال ) أي سالم ( أما ) بالتخفيف للتنبيه ( إني لم أقل إلا ما قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ) أي فأنا متبع لا مبتدع . . . ( فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليك وعلى أمك ) قال ابن القيم في زاد المعاد : وفي السلام على أم هذا المسلم نكتة لطيفة ، وهي إشعاره بأن سلامه قد وقع في غير موقعه اللائق به كما وقع هذا السلام على أمه فكما أن هذا سلامه في غير موضعه فهكذا سلامه هو . ونكتة أخرى ألطف منها وهي تذكيره بأمه ونسبته له إليها فكأنه أمي محض منسوب إلى الأم باق على تربيتها لم تربه الرجال ، انتهى . ( وليقل له ) أي للعاطس ( وليقل يغفر الله لي ولكم ) أي وليقل العاطس يغفر الله إلخ .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث اختلفوا في روايته عن منصور ، وقد أدخلوا بين هلال بن يساف وبين سالم رجلا ) قال المنذري في تلخيص السنن بعد نقل كلام الترمذي هذا ما لفظه : وأخرجه النسائي أيضا عن منصور عن رجل عن خالد بن عرفطة عن سالم ، وأخرجه أيضا عن منصور عن رجل عن سالم ورواه مسدد عن يحيى القطان عن سفيان عن منصور عن هلال عن رجل من آل خالد بن عرفطة عن آخر منهم قال : كنا مع سالم ، ورواه زائدة عن منصور عن هلال عن رجل من أشجع عن سالم ، ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن أبي عوانة عن منصور عن هلال من آل عرفطة عن سالم . واختلف على ورقاء فيه ، فقال بعضهم خالد بن عرفطة أو عرفجة ويشبه أن [ ص: 12 ] يكون خالد هذا مجهولا ، فإن أبا حاتم الرازي قال : لا أعرف واحدا يقال له خالد بن عرفطة إلا واحدا ، الذي له صحبة ، انتهى كلام المنذري . قلت : وحديث سالم بن عبيد هذا أخرجه أبو داود من طريق أبي بشر ورقاء عن منصور عن هلال بن يساف عن خالد بن عرفجة عن سالم بن عبيد ، وأخرجه أيضا من طريق جرير عن منصور عن هلال بن يساف ، قال كنا مع سالم بن عبيد إلخ .




                                                                                                          الخدمات العلمية