الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3039 حدثنا يحيى بن موسى وعبد بن حميد قالا حدثنا روح بن عبادة عن موسى بن عبيدة أخبرني مولى ابن سباع قال سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه هذه الآية من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ألا أقرئك آية أنزلت علي قلت بلى يا رسول الله قال فأقرأنيها فلا أعلم إلا أني قد كنت وجدت انقصاما في ظهري فتمطأت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنك يا أبا بكر قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي وأينا لم يعمل سوءا وإنا لمجزون بما عملنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت يا أبا بكر والمؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله وليس لكم ذنوب وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة قال أبو عيسى هذا حديث غريب وفي إسناده مقال وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد بن حنبل ومولى ابن سباع مجهول وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر وليس له إسناد صحيح أيضا وفي الباب عن عائشة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا يحيى بن موسى ) البلخي .

                                                                                                          قوله : ( إلا أني وجدت في ظهري انقصاما ) بالقاف من باب الانفعال أي انكسارا ، وفي بعض النسخ " انقساما " من باب الانفعال . قال في القاموس : قصمه يقصمه : كسره وأبانه أو كسره وإن لم [ ص: 319 ] يبن فانقصم وتقصم . قال في النهاية : ويروى انفصاما بالفاء : أي انصداعا ( وأما الآخرون ) أي الكافرون ( فيجمع ذلك ) أي أعمالهم السيئة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أبو بكر بن مردويه في تفسيره ( وموسى بن عبيدة ) بضم العين وفتح الموحدة مصغرا ابن نشيط الربذي المدني ( وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه ) رواه أحمد وابن جرير كلاهما بروايات وألفاظ وفي رواية لأحمد : أن أبا بكر قال : يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به فكل سوء عملنا جزينا به ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ، ألست تنصب ، ألست تحزن . ألست تصيبك اللأواء ؟ قال بلى ، قال فهو ما تجزون به .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عائشة ) أخرجه أبو داود الطيالسي وغيره .




                                                                                                          الخدمات العلمية