الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3060 حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا يحيى بن آدم عن ابن أبي زائدة عن محمد بن أبي القاسم عن عبد الملك بن سعيد عن أبيه عن ابن عباس قال خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء فمات السهمي بأرض ليس فيها مسلم فلما قدمنا بتركته فقدوا جاما من فضة مخوصا بالذهب فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وجد الجام بمكة فقيل اشتريناه من عدي وتميم فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وأن الجام لصاحبهم قال وفيهم نزلت يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وهو حديث ابن أبي زائدة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن ابن أبي زائدة ) هو يحيى بن زكريا ( عن محمد بن أبي القاسم ) الطويل الكوفي ، ثقة من السادسة .

                                                                                                          [ ص: 343 ] قوله : ( خرج رجل من بني سهم ) هو بديل بن أبي مريم ، المذكور في الحديث المتقدم ( مع تميم الداري ) يعني قبل أن يسلم هو كما تقدم ، وعلى هذا فهو من مرسل الصحابي ، لأن ابن عباس لم يحضر هذه القصة وفي الرواية المتقدمة أنه رواها عن تميم نفسه . ويحتمل أن تكون القصة وقعت قبل الإسلام ثم تأخرت المحاكمة حتى أسلموا كلهم ، فإن في القصة ما يشعر بأن الجميع تحاكموا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلعلها كانت بمكة سنة الفتح ( مخوصا ) بضم الميم وفتح الخاء المعجمة والواو المشددة وفي آخره صاد مهملة قال ابن الجوزي : صيغت فيه صفائح مثل الخوص من الذهب معناه منقوشا فيه خطوط دقاق طوال كالخوص وهو ورق النخل ( من أولياء السهمي ) أي من أولياء السهمي المذكور الذي مات .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أبو داود في القضايا ، وأخرجه البخاري في صحيحه فقال : وقال لي علي بن عبد الله : يعني ابن المديني فذكره ، قال الحافظ : أخرجه المصنف يعني البخاري في التاريخ فقال حدثنا علي بن المديني وهذا مما يقوي ما قررته غير مرة من أنه يعبر بقوله : " وقال لي " في الأحاديث التي سمعها ، لكن حيث يكون في إسنادها عنده نظر أو حيث تكون موقوفة . وأما من زعم أنه يعبر بها فيما أخذه في المذاكرة أو بالمناولة فليس عليه دليل .




                                                                                                          الخدمات العلمية