الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3198 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن مطرف بن طريف وعبد الملك وهو ابن أبجر سمعا الشعبي يقول سمعت المغيرة بن شعبة على المنبر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن موسى عليه السلام سأل ربه فقال أي رب أي أهل الجنة أدنى منزلة قال رجل يأتي بعدما يدخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول كيف أدخل وقد نزلوا منازلهم وأخذوا أخذاتهم قال فيقال له أترضى أن يكون لك ما كان لملك من ملوك الدنيا فيقول نعم أي رب قد رضيت فيقال له فإن لك هذا ومثله ومثله ومثله فيقول رضيت أي رب فيقال له فإن لك هذا وعشرة أمثاله فيقول رضيت أي رب فيقال له فإن لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وروى بعضهم هذا الحديث عن الشعبي عن المغيرة ولم يرفعه والمرفوع أصح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا سفيان ) هو ابن عيينة . قوله : ( وأخذوا أخذاتهم ) بفتح الهمزة والخاء قال [ ص: 42 ] القاضي : هو ما أخذوه من كرامة مولاهم وحصلوه أو يكون معناه قصدوا منازلهم ، قال : وذكره ثعلب بكسر الهمزة ( فإن لك مثله ومثله ومثله ) وفي رواية مسلم : لك مثله ومثله ومثله ومثله ومثله خمس مرات ( فإن لك مع هذا ما اشتهت نفس ولذت عين ) زاد مسلم : قال رب فأعلاهم منزلة ، قال : أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب بشر . قال : ومصداقه في كتاب الله عز وجل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين الآية قال النووي : معنى أردت اخترت واصطفيت ، وأما غرست كرامتهم بيدي إلى آخره فمعناه اصطفيتهم وتوليتهم فلا يتطرق إلى كرامتهم تغيير ، وفي آخر الكلام حذف للعلم به تقديره : ولم يخطر على قلب بشر ما أكرمتهم به وأعددته لهم . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية