الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3223 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قضى الله في السماء أمرا ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنها سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير قال والشياطين بعضهم فوق بعض قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عمرو ) هو ابن دينار ( إذا قضى الله في السماء أمرا ) أي إذا حكم الله عز وجل بأمر من الأمور ( ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا ) بفتحتين من الخضوع وفي رواية بضم أوله وسكون ثانيه وهو مصدر بمعنى خاضعين قاله الحافظ ( لقوله ) أي لقول الله تعالى ( كأنها ) أي كلماته [ ص: 65 ] المسموعة ، وفي رواية البخاري " كأنه " أي القول المسموع ( سلسلة ) أي من الحديد ( على صفوان ) هو الحجر الأملس فإذا فزع عن قلوبهم بضم الفاء وتشديد الزاي وبالعين المهملة أي كشف عنهم الفزع وأزيل قالوا أي سأل بعضهم بعضا قالوا الحق أي قال الله القول الحق . قيل المجيبون هم الملائكة المقربون كجبرائيل وميكائيل وغيرهما . قلت : ويؤيده حديث ابن مسعود الآتي وهو العلي الكبير أي ذو العلو والكبرياء ، وفي حديث ابن مسعود عند أبي داود قال " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفاة فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل فإذا جاء فزع عن قلوبهم فيقولون : يا جبرائيل ماذا قال ربك ؟ فيقول : الحق ، فيقولون : الحق " ( والشياطين بعضهم فوق بعض ) أي لاستراق السمع . زاد البخاري : فيسمعها مسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال : أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا . وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي من السماء .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري وأبو داود وابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية