الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3234 حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني ربي في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك رب وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت رب لا أدري فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما بين المشرق والمغرب فقال يا محمد فقلت لبيك رب وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت في الدرجات والكفارات وفي نقل الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكروهات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن يحافظ عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه قال وفي الباب عن معاذ بن جبل وعبد الرحمن بن عائش عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي هذا الحديث عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم بطوله وقال إني نعست فاستثقلت نوما فرأيت ربي في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملأ الأعلى

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثني أبي ) هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي ( عن خالد بن اللجلاج ) العامري ، ويقال مولى بني زهرة كنيته أبو إبراهيم الحمصي ويقال الدمشقي صدوق ، فقيه من الثانية . قوله : [ ص: 76 ] ( فقلت لبيك ) من التلبية وهي إجابة المنادي أي إجابتي لك يا رب وهو مأخوذ من لب بالمكان وألب إذا أقام به وألب على كذا لم يفارقه ولم يستعمل إلا على لفظ التثنية في معنى التكرير أي إجابة بعد إجابة وهو منصوب على المصدر بعامل لا يظهر كأنك قلت ألب إلبابا بعد إلباب والتلبية من لبيك كالتهليل من لا إله إلا الله ( ربي ) بحذف حرف النداء ( وسعديك ) أي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة وإسعادا بعد إسعاد ، ولهذا ثني وهو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال . قال الجرمي : لم يسمع سعديك مفردا ( رب ) بحذف حرف النداء وياء الإضافة . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة . قوله : ( وفي الباب عن معاذ بن جبل وعبد الرحمن بن عائش ) أما حديث معاذ فأخرجه الترمذي بعد هذا ، وأما حديث عبد الرحمن بن عائش فأخرجه الدارمي والبغوي في شرح السنة .




                                                                                                          الخدمات العلمية