الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3284 حدثنا أحمد بن عثمان البصري حدثنا أبو عاصم عن زكريا بن إسحق عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك لا ألما

                                                                                                          قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث زكريا بن إسحق

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أحمد بن عثمان أبو عثمان البصري ) يلقب أبا الجوفاء بالجيم والزاي ، ثقة من الحادية عشرة ( أخبرنا أبو عاصم ) اسمه الضحاك النبيل . قوله : الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش الكبائر كل ذنب توعد الله عليه بالنار أو ما عين له حدا أو ذم فاعله ذما شديدا . والفواحش جمع فاحشة وهي كل ذنب فيه وعيد أو مختص بالزنا إلا اللمم بفتحتين أي الصغائر فإنهم لا يقدرون أن يجتنبوها . قال الطيبي : الاستثناء منقطع فإن اللمم ما قل وما صغر من الذنوب ومنه قوله ألم بالمكان إذا قل ليله فيه ويجوز أن يكون قوله " اللمم " صفة و " إلا " بمعنى غير ، فقيل هو النظرة والغمزة والقبلة ، وقيل الخطرة من الذنب ، وقيل كل ذنب لم يذكر الله فيه حدا ولا عذابا ( إن تغفر اللهم تغفر جما ) بفتح الجيم وتشديد الميم أي كثيرا كبيرا ( وأي عبد لك لا ألما ) فعل ماض مفرد والألف للإطلاق أي لم يلم بمعصية يقال لم أي نزل وألم إذا فعل اللمم والبيت لأمية بن الصلت أنشده النبي صلى الله عليه وسلم أي من شأنك غفران كثير من ذنوب عظام وأما الجرائم الصغيرة فلا تنسب إليك لأن أحدا لا يخلو عنها وأنها مكفرة باجتناب الكبائر وإن تغفر ليس للشك بل للتعليل نحو إن كنت سلطانا فأعط الجزيل أي لأجل أنك غفار اغفر جما . واختلف أقوال أهل العلم في تفسير اللمم فالجمهور على أنه صغائر الذنوب وقيل هو ما كان دون الزنا من القبلة والغمزة [ ص: 123 ] والنظرة وكالكذب الذي لا حد فيه ولا ضرر وقيل غير ذلك ، والظاهر الراجح هو قول الجمهور والله تعالى أعلم . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه ابن جرير .




                                                                                                          الخدمات العلمية