الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3471 حدثنا محمد بن وزير الواسطي حدثنا أبو سفيان الحميري عن الضحاك بن حمرة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبح الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حج مائة مرة ومن حمد الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله أو قال غزا مائة غزوة ومن هلل الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن أعتق مائة رقبة من ولد إسمعيل ومن كبر الله مائة بالغداة ومائة بالعشي لم يأت في ذلك اليوم أحد بأكثر مما أتى به إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو سفيان الحميري ) بكسر الحاء المهملة وسكون الميم وفتح التحتانية اسمه سعيد بن يحيى بن مهدي بن عبد الرحمن الحذاء الواسطي صدوق وسط من التاسعة ( عن الضحاك بن حمرة ) بضم الحاء المهملة وسكون الميم وفتح الراء المهملة الأملوكي الواسطي ، ضعيف من السادسة . ووقع في النسخة الأحمدية : عن الضحاك بن حمزة بالحاء والميم والزاي المنقوطة وهو غلط . قوله : ( من سبح الله مائة ) أي من قال سبحان الله مائة مرة ( بالغداة ومائة بالعشي ) أي أول النهار وأول الليل أو في الملوين ( كان كمن حج مائة حجة ) أي نافلة . دل الحديث على أن الذكر بشرط الحضور مع الله بسهولته أفضل من العبادات الشاقة بغفلته ويمكن أن يكون الحديث من باب إلحاق الناقص بالكامل مبالغة في الترغيب أو يراد التساوي بين التسبيح المضاعف بالحجج الغير المضاعفة ( كان كمن حمل ) التخفيف أي أركب مائة نفس ( على مائة فرس في سبيل الله ) أي في نحو الجهاد إما صدقة أو عارية ( أو قال غزا مائة غزوة ) شك من الراوي ( ومن هلل الله ) أي قال [ ص: 310 ] لا إله إلا الله ( كان كمن أعتق مائة رقبة ) فيه تسلية للذاكرين من الفقراء العاجزين عن العبادات المالية المختصة بها الأغنياء ( من ولد إسماعيل ) بضم الواو وسكون اللام وبفتحهما يقع على الواحد والتثنية والجمع فإن قلت : ما وجه تخصيص الذكر من ولد إسماعيل عليه السلام ؟ قلت : لأن عتق من كان من والده له فضل على عتق غيره . وذلك أن محمدا وإسماعيل وإبراهيم صلوات الله عليهم وسلامه بعضهم من بعض ( لم يأت في ذلك اليوم أحد ) أي يوم القيامة ( بأكثر ) أي بثواب أكثر أو المراد بعمل أفضل وإنما عبر بأكثر ؛ لأنه معنى أفضل ( مما أتى به ) أي جاء به أو بمثله ، قيل ظاهره أن هذا أفضل من جميع ما قبله ، والذي دلت الأحاديث الصحيحة الكثيرة أن أفضل هذا التهليل فالتحميد فالتكبير فالتسبيح فحينئذ يؤول بأن يقال : لم يأت في ذلك اليوم أحد غير المهلل والحامد المذكورين أكثر مما أتى به . قوله ( هذا حديث حسن غريب ) أي سنده الضحاك بن حمرة وهو ضعيف وأخرجه النسائي أيضا .




                                                                                                          الخدمات العلمية