الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3540 حدثنا عبد الله بن إسحق الجوهري البصري حدثنا أبو عاصم حدثنا كثير بن فائد حدثنا سعيد بن عبيد قال سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول حدثنا أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري ) البصري مستملي ابن عاصم يلقب بدعة بكسر الموحدة وسكون المهملة ، ثقة حافظ من الحادية عشرة ( أخبرنا أبو عاصم ) اسمه الضحاك النبيل ( أخبرنا كثير بن فائد ) بالفاء البصري ، مقبول من السابعة ( أخبرنا سعيد بن عبيد ) الهنائي البصري . قوله : ( إنك ما دعوتني ورجوتني ) ما مصدرية ظرفية أي ما دمت تدعوني وترجوني يعني في مدة دعائك ورجائك ( غفرت لك على ما كان فيك ) أي من المعاصي وإن تكررت وكثرت ( ولا أبالي ) أي والحال أني لا أتعظم مغفرتك علي وإن كان ذنبا كبيرا أو كثيرا . قال الطيبي : في قوله ولا أبالي معنى لا يسأل عما يفعل ( عنان السماء ) بفتح العين أي سحابها وقيل ما علا منها أي ظهر لك منها إذا رفعت رأسك إلى السماء . قال الطيبي : العنان السحاب وإضافتها إلى السماء تصوير لارتفاعه وأنه بلغ مبلغ السماء ( بقراب الأرض ) بضم القاف ويكسر أي بما يقارب ملأها ( خطايا ) تمييز قراب أي بتقدير تجسمها ( لا تشرك بي شيئا ) الجملة حال من الفاعل أو المفعول على حكاية الحال الماضية لعدم الشرك وقت اللقي ( بقرابها مغفرة ) قال الطيبي : " ثم " هذه للتراخي في الإخبار وأن عدم الشرك مطلوب أولي ولذلك قال " لقيتني " وقيد به وإلا لكان يكفي أن يقال خطايا لا تشرك بي . قال القاري : فائدة القيد أن يكون موته على التوحيد .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد والدارمي عن أبي ذر .

                                                                                                          [ ص: 369 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية