الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3644 حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا أيوب بن جابر عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الذي بين كتفيه غدة حمراء مثل بيضة الحمامة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أيوب بن جابر ) بن سيار السحيمي بمهملتين مصغر : أبو سليمان اليمامي ثم الكوفي ضعيف من السابعة . قوله : ( غدة ) بضم الغين المعجمة وتشديد الدال المهملة لحم يحدث بين الجلد واللحم يتحرك بالتحريك وقيل : هي كل عقدة تكون في الجسد ، والمراد أنه كان شبيها بالغدة ( حمراء ) أي : مائلا إلى الحمرة ( مثل بيضة الحمامة ) أي : مدورا ، وفي رواية لمسلم : ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيض الحمامة يشبه جسده ، قال القاري : أي : يشبه لونه لون سائر أعضائه ، والمعنى لم يخالف لونه لون بشرته ، وفيه نفي البرص ، قال البيجوري في شرح الشمائل لا تعارض بين هذه الرواية والرواية السابقة بل ولا غيرها من الروايات كرواية ابن حبان كبيضة نعامة ، ورواية البيهقي كالتفاحة ورواية ابن عساكر كالبندقة ، ورواية مسلم جمع بضم الجيم وسكون الميم عليه خيلان كأنها الثآليل ، وفي صحيح الحاكم شعر مجتمع ، لرجوع اختلاف هذه الروايات إلى اختلاف الأحوال ، فقد قال القرطبي إنه كان يكبر ويصغر وكل شبه بما سنح له ، ومن قال شعر فلأن الشعر حوله كما في رواية أخرى .

                                                                                                          وبالجملة فالأحاديث الثابتة تدل على أن الخاتم كان شيئا بارزا إذا قل كان كالبندقة ونحوها وإذا كثر كان كجمع اليد ، وأما رواية : كأثر المحجم ، أو كركبة عنز ، أو كشامة خضراء ، أو سوداء ، ومكتوب فيها محمد رسول الله ، أو سر فإنك المنصور . فلم يثبت منها شيء كما قاله القسطلاني وتصحيح ابن حبان لذلك وهم . انتهى . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية