الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3672 حدثنا إسحق بن موسى الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس قالت فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت عائشة فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكن لأنتن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وأبي موسى وابن عباس وسالم بن عبيد وعبد الله بن زمعة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : " مروا أبا بكر فليصل بالناس " ، وفي رواية البخاري : قالت لما مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- ، مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن فقال " مروا أبا بكر " ( لم يسمع الناس من البكاء ) أي : لم يستطع أن يسمع الناس من شدة البكاء ، وفي رواية البخاري إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك لم [ ص: 108 ] يستطع أن يصلي بالناس ، وفي حديث ابن عمر في هذه القصة قالت إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء ( ففعلت حفصة ) أي : ذلك " إنكن لأنتن صواحب يوسف " أي : الصديق -عليه السلام- وصواحب جمع صاحبة ، والمراد أنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن ، ثم إن هذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به واحد وهي عائشة فقط كما أن صواحب صيغة جمع ، والمراد زليخا فقط ، ووجه المشابهة بينهما في ذلك أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهن الإكرام بالضيافة ومرادها زيادة على ذلك وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته ، وأن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه ، ومرادها زيادة على ذلك وهو أن لا يتشاءم الناس به ، وقد صرحت هي فيما بعد ذلك فقالت لقد راجعته وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا . الحديث ، كذا في الفتح ( ما كنت لأصيب منك خيرا ) قال الحافظ إنما قالت حفصة ذلك ؛ لأن كلامها صادف المرة الثالثة من المعاودة ، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يراجع بعد ثلاث ، فلما أشار إلى الإنكار عليها بما ذكر من كونهن صواحب يوسف وجدت حفصة في نفسها من ذلك لكون عائشة هي التي أمرتها بذلك ولعلها تذكرت ما وقع لها معها أيضا في قصة المغافير . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مالك ، والبخاري والنسائي في التفسير . قوله : ( وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وأبي موسى وابن عباس وسالم بن عبيد ) أما حديث عبد الله بن مسعود فلينظر من أخرجه ، وأما حديث أبي موسى فأخرجه الشيخان ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه وغيره قال الحافظ بإسناد حسن ، وأما حديث سالم بن عبيد فأخرجه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه .




                                                                                                          الخدمات العلمية