الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3675 حدثنا هارون بن عبد الله البزاز البغدادي حدثنا الفضل بن دكين حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك عندي مالا فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما قال فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك قلت مثله وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله قلت والله لا أسبقه إلى شيء أبدا قال هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أن نتصدق ) أي : في بعض الجهات ( ووافق ذلك عندي مالا ) أي : صادف أمره بالتصدق حصول مال عندي ، فعندي حال من مال ، والجملة حال مما قبله يعني : والحال أنه كان لي مال كثير في ذلك الزمان ( اليوم أسبق أبا بكر ) أي : بالمبارزة ، أو بالمبالغة ( إن سبقته يوما ) أي : من الأيام وإن شرطية دل على جوابها ما قبلها ، أو التقدير إن سبقته يوما فهذا يومه ، وقيل : إن نافية أي : ما سبقته يوما قبل ذلك فهو استئناف تعليل ( قال ) أي : عمر ( قلت مثله ) أي : أبقيت مثله يعني نصف ماله ( بكل ما عنده ) أي : من المال ( الله ورسوله ) مفعول : أبقيت أي : رضاهما ( لا أسبقه إلى شيء ) أي : من الفضائل ؛ لأنه إذا لم يقدر على مغالبته حين كثرة ماله وقلة مال أبي بكر ففي غير هذا الحال أولى أن لا يسبقه . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أبو داود وسكت عنه هو ، والمنذري .




                                                                                                          الخدمات العلمية