الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3691 حدثنا الحسن بن صباح البزار حدثنا زيد بن حباب عن خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت أخبرنا يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فسمعنا لغطا وصوت صبيان فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبشية تزفن والصبيان حولها فقال يا عائشة تعالي فانظري فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه فقال لي أما شبعت أما شبعت قالت فجعلت أقول لا لأنظر منزلتي عنده إذ طلع عمر قالت فارفض الناس عنها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر قالت فرجعت قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( فسمعنا لغطا ) بفتح اللام ، والغين المعجمتان صوتا شديدا وضجة لا يفهم معناها ( فإذا حبشية ) بفتحتين أي : جارية ، أو امرأة منسوبة إلى الحبش ( تزفن ) بسكون الزاي وكسر الفاء ويضم أي : ترقص وتلعب ( والصبيان حولها ) أي : ينظرون إليها ويتفرجون عليها " تعالي " بفتح اللام وسكون التحتية أي : هلمي وتقدمي ( فوضعت لحيي ) بالإضافة إلى ياء المتكلم تثنية لحي بالفتح وسكون الحاء المهملة منبت اللحية من الإنسان ( على منكب رسول الله -صلى الله عليه وسلم ) وهو مجتمع رأس الكتف ، والعضد ( إليها ) أي : الحبشية ( ما بين المنكب إلى رأسه ) ظرف لأنظر حذف منه في أي فيما بين المنكب إلى رأسه -صلى الله عليه وسلم- ( فجعلت أقول لا لأنظر منزلتي عنده ) أي : لا لعدم الشبع حرصا على [ ص: 124 ] النظر إليها بل كان قصدي من هذا القول لأنظر منزلتي وغاية مرتبتي ومحبتي عنده -صلى الله عليه وسلم- ( إذ طلع عمر ) أي : ظهر ( فارفض الناس عنها ) بتشديد الضاد المعجمة من الارفضاض أي : تفرقوا عنها من هيبة عمر " إني لأنظر إلى شياطين الجن ، والإنس قد فروا " كأنه قال ذلك باعتبار كونه في صورة اللهو واللعب ولا بد أن يكون فيه شيء ولكنه ليس بحرام وإلا كيف رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأراه عائشة . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه ابن عدي .




                                                                                                          الخدمات العلمية