الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3756 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عائشة قالت سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة قال ليت رجلا صالحا يحرسني الليلة قالت فبينما نحن كذلك إذ سمعنا خشخشة السلاح فقال من هذا فقال سعد بن أبي وقاص فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك فقال سعد وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام قال هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا الليث ) هو ابن سعد ( عن يحيى بن سعيد ) الأنصاري . قوله : ( سهر ) كفرح [ ص: 176 ] أي : لم ينم ( مقدمه المدينة ليلة ) قال الطيبي : قوله مقدمه مصدر ميمي ليس بظرف لعمله في المدينة ونصبه على الظرفية على تقدير مضاف وهو الوقت ، أو الزمان وليلة بدل البعض المقدر أي : سهر ليلة من الليالي وقت قدومه المدينة من بعض الغزوات " يحرسني " بضم الراء أي : يحفظني بقية الليلة لأنام مستريح الخاطر مطمئن القلب ( خشخشة السلاح ) بكسر السين المهملة أي : صوت صدم بعضه بعضا ( فقال ) أي : رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( فقال سعد بن أبي وقاص ) أي : أنا سعد بن أبي وقاص ( ثم نام ) زاد البخاري في رواية : حتى سمعنا غطيطه ، وفي الحديث الأخذ بالحذر والاحتراس من العدو ، وأن على الناس أن يحرسوا سلطانهم خشية القتل ، وفيه الثناء على من تبرع بالخير وتسميته صالحا ، وإنما عانى النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك مع قوة توكله للاستنان به في ذلك ، وقد ظاهر بين درعين مع أنهم كانوا إذا اشتد البأس كان أمام الكل ، وأيضا فالتوكل لا ينافي تعاطي الأسباب ؛ لأن التوكل عمل القلب وهي عمل البدن ، وقد قال إبراهيم -عليه السلام- ولكن ليطمئن قلبي قاله الحافظ . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية