الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3770 حدثنا عقبة بن مكرم العمي حدثنا وهب بن جرير بن حازم حدثنا أبي عن محمد بن أبي يعقوب عن عبد الرحمن بن أبي نعم أن رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب فقال ابن عمر انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا قال أبو عيسى هذا حديث صحيح وقد رواه شعبة ومهدي بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن محمد بن أبي يعقوب ) هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب البصري الضبي ويقال إنه تميمي وهو ثقة باتفاق . قوله : ( أن رجلا من أهل العراق ) أي : الكوفة فإنها ، والبصرة تسميان عراق العرب ( عن دم البعوض يصيب الثوب ) ، وفي رواية البخاري في الأدب : سأله رجل عن المحرم يقتل الذباب ، قال الحافظ يحتمل أن يكون السؤال وقع عن الأمرين ( فقال ابن عمر انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم ) أورد ابن عمر هذا متعجبا من حرص أهل العراق على السؤال عن الشيء اليسير وتفريطهم في الشيء الجليل ( هما ريحانتاي ) بالتثنية شبههما بذلك ؛ لأن الولد يشم ويقبل ، وفي حديث أنس الآتي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو الحسن ، والحسين فيشمهما ويضمهما إليه ، وفي حديث أبي أيوب عند الطبراني في الأوسط : وقال : دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحسن ، والحسين يلعبان بين يديه فقلت : تحبهما يا رسول الله قال : " وكيف لا وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما " ، قال الكرماني وغيره : الريحان الرزق ، أو المشموم ، قال العيني الوجه هنا أن يكون بمعنى الرزق على ما لا يخفى قلت : الأمر كما قال العيني . قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه البخاري .




                                                                                                          الخدمات العلمية