الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3780 حدثنا واصل بن عبد الأعلى حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون قد جاءت قد جاءت فإذا حية قد جاءت تخلل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ثم قالوا قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو معاوية ) اسمه محمد بن خازم ( وعن عمارة بن عمير ) التيمي قوله : [ ص: 193 ] ( نضدت ) بصيغة المجهول أي : جعلت بعضها فوق بعض مرتبة ( في الرحبة ) بفتح الراء محلة بالكوفة ( تخلل الرءوس ) بحذف إحدى التاءين أي : تدخل بينها ( في منخري عبيد الله بن زياد ) أي : في ثقبي أنفه قال في القاموس المنخر بفتح الميم ، والخاء وبكسرهما وضمهما وكمجلس ثقب الأنف ( فمكثت ) أي : لبثت الحية ( هنيهة ) بضم هاء وفتح نون وسكون تحتية وفتح هاء أخرى أي : زمانا يسيرا ، وإنما أورد الترمذي هذا الحديث في مناقب الحسين ؛ لأن فيه ذكر المجازاة لما فعله عبيد الله بن زياد برأس الحسين -رضي الله عنه- ، قال العيني : إن الله تعالى جازى هذا الفاسق الظالم عبيد الله بن زياد بأن جعل قتله على يدي إبراهيم بن الأشتر يوم السبت لثمان بقين من ذي الحجة سنة ست وستين على أرض يقال لها الجازر بينها وبين الموصل خمسة فراسخ وكان المختار بن أبي عبيدة الثقفي أرسله لقتال ابن زياد ولما قتل ابن زياد جيء برأسه وبرءوس أصحابه وطرحت بين يدي المختار وجاءت حية دقيقة تخللت الرءوس حتى دخلت في فم ابن مرجانة ، وهو ابن زياد وخرجت من منخره ودخلت في منخره وخرجت من فيه وجعلت تدخل وتخرج من رأسه بين الرءوس ثم إن المختار بعث برأس ابن زياد ورءوس الذين قتلوا معه إلى مكة إلى محمد بن الحنفية وقيل : إلى عبد الله بن الزبير فنصبها بمكة وأحرق ابن الأشتر جثة ابن زياد وجثث الباقين .




                                                                                                          الخدمات العلمية