الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3839 حدثنا عمران بن موسى القزاز حدثنا حماد بن زيد حدثنا المهاجر عن أبي العالية الرياحي عن أبي هريرة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات فقلت يا رسول الله ادع الله فيهن بالبركة فضمهن ثم دعا لي فيهن بالبركة فقال خذهن واجعلهن في مزودك هذا أو في هذا المزود كلما أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل فيه يدك فخذه ولا تنثره نثرا فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله فكنا نأكل منه ونطعم وكان لا يفارق حقوي حتى كان يوم قتل عثمان فإنه انقطع قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة [ ص: 228 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 228 ] قوله : ( أخبرنا المهاجر ) بن مخلد أبو مخلد مولى البكرات بفتح الموحدة ، والكاف مقبول من السادسة ، قوله : ( بتمرات ) بفتحات : جمع تمرة ( فضمهن ) أي : فأخذهن بيده ، أو وضع يده عليهن ( ثم دعا لي ) أي : لأجلي خصوصا ( فيهن بالبركة ) أي : بالبركة فيهن ، وكثرة الخير في أكلهن مع بقائهن ( قال ) أي : بطريق الاستئناف " فاجعلهن " أي : أدخلهن " في مزودك " بكسر الميم وهو ما يجعل فيه الزاد من الجراب وغيره " أن تأخذ منه " أي : من المزود " شيئا " أي : من التمرات " فيه " أي : في المزود " فخذه " أي : الشيء " ولا تنثره " بضم المثلثة وتكسر ففي القاموس ، نثر الشيء ينثره وينثره نثرا ونثارا : رماه متفرقا ( فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق ) بفتح الواو وسكون السين . أي : ستين صاعا على ما هو المشهور ، أو حمل بعير على ما ذكره في القاموس ، قال الطيبي : يجوز أن يحمل " حملت " على الحقيقة ، وأن يحمل على معنى الأخذ ، أي : أخذته مقدار كذا بدفعات . انتهى ، قال القاري : ، والحمل على الحقيقة أولى فإنه أبلغ في المدعى ( وكنا ) أي : أنا وأصحابي ( ونطعم ) من الإطعام أي : غيرنا ( وكان ) أي : المزود ( لا يفارق حقوي ) أي : وسطي ، وقيل : الحقو : الإزار ، والمراد هنا موضع شد الإزار ، وقال الطيبي : الحقو معقد الإزار وسمي الإزار به للمجاورة ( حتى كان يوم ) بالرفع على أن كان تامة وجوز نصبه على أن التقدير حتى كان الزمان يوم ( قتل عثمان ) بصيغة المصدر مضافا إلى مفعوله ، أو بصيغة المجهول ، وعثمان نائب الفاعل ( فإنه ) أي : المزود .




                                                                                                          الخدمات العلمية