الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3872 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها فلما مرض النبي صلى الله عليه وسلم دخلت فاطمة فأكبت عليه فقبلته ثم رفعت رأسها فبكت ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت فقلت إن كنت لأظن أن هذه من أعقل نسائنا فإذا هي من النساء فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قلت لها أرأيت حين أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم فرفعت رأسك فبكيت ثم أكببت عليه فرفعت رأسك فضحكت ما حملك على ذلك قالت إني إذا لبذرة أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت ثم أخبرني أني أسرع أهله لحوقا به فذاك حين ضحكت قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عائشة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا إسرائيل ) هو ابن يونس ( ما رأيت أحدا أشبه سمتا ) بفتح فسكون ( ودلا ) بفتح دال وتشديد لام ( وهديا ) بفتح فسكون ، قال في فتح الودود : هذه الألفاظ متقاربة المعاني فمعناها الهيئة والطريقة وحسن الحال ونحو ذلك . انتهى ، وفسر الراغب الدل بحسن الشمائل ، وأصله من دل امرأة وهو شكلها وما يستحسن منها ، قال التوربشتي : كأنها أشارت بالسمت إلى ما يرى على الإنسان من الخشوع والتواضع لله وبالهدي ما يتحلى من السكينة ، والوقار ، وإلى ما يسلكه من المنهج المرضي وبالدل حسن الخلق ولطف الحديث ( قالت ) أي : عائشة ( وكانت إذا دخلت ) أي : فاطمة ( قام إليها ) أي : مستقبلا ومتوجها إليها ( فقبلها ) ، وفي رواية أبي داود فأخذ بيدها فقبلها ( وأجلسها في مجلسه ) أي : تكريما لها ( فقبلته ) ، وفي رواية أبي داود : فأخذت بيده فقبلته ( فأكبت [ ص: 254 ] عليه ) أي : مالت إليه ( إن كنت ) إن مخففة من المثقلة ( أن هذه ) ، أي : فاطمة -رضي الله عنها- ( فإذا هي من النساء ) أي : هي واحدة منهن لا أعقلهن لأنها تضحك في هذه الحالة ( أرأيت ) أي : أخبريني ( ما حملك على ذلك ) ما استفهامية أي : أي شيء حملك على ذلك ( إني إذن لبذرة ) مؤنث بذر ككتف وهو الذي يفشي السر ويظهر ما يسمعه ( أنه ميت من وجعه هذا ) أي : أنه يموت من مرضه هذا ، والوجع محركة : المرض ( إني أسرع أهله لحوقا به ) اللحوق انضمام شيء بشيء ، واللحاق بالفتح إدراك شخص غيره . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان ، والحاكم .




                                                                                                          الخدمات العلمية