الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3877 حدثنا هارون بن إسحق الهمداني حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال سمعت علي بن أبي طالب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير نسائها خديجة بنت خويلد وخير نسائها مريم ابنة عمران وفي الباب عن أنس وابن عباس وعائشة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عبدة ) هو ابن سليمان الكلابي ( عن عبد الله بن جعفر ) بن أبي طالب . قوله : " خير نسائها خديجة بنت خويلد وخير نسائها مريم بنت عمران " قال القرطبي : الضمير عائد على غير مذكور لكنه يفسره الحال ، والمشاهدة يعني به الدنيا ، وقال الطيبي : الضمير الأول يعود على هذه الأمة ، الثاني على الأمة التي كانت فيها مريم ، ولهذا كرر الكلام تنبيها على أن حكم كل واحدة منهما غير حكم الأخرى وكلا الفصلين كلام مستأنف ، ووقع في رواية مسلم عن وكيع عن هشام في هذا الحديث : وأشار وكيع إلى السماء والأرض فكأنه أراد أن يبين أن المراد نساء الدنيا‌‌‌ وأن الضميرين يرجعان إلى الدنيا وبهذا جزم القرطبي أيضا ، قال الحافظ : قد جزم كثير من [ ص: 265 ] الشراح أن المراد نساء زمانها لما تقدم في أحاديث الأنبياء في قصة موسى وذكر آسية من حديث أبي موسى رفعه : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية . فقد أثبت في هذا الحديث الكمال لآسية كما أثبته لمريم فامتنع حمل الخيرية في حديث الباب على الإطلاق ، وجاء ما يفسر المراد صريحا فروى البزار والطبراني من حديث عمار بن ياسر رفعه : لقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين ، وهو حديث حسن الإسناد . انتهى ، وقال النووي : الأظهر أن معناه أن كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها ، وأما التفضيل بينهما فمسكوت عنه . قوله : ( وفي الباب عن أنس وابن عباس ) أما حديث أنس فأخرجه الترمذي بعد هذا ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه النسائي بإسناد صحيح ، والحاكم عنه مرفوعا : أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية