فيها معاوية بن هشام الصائفة اليسرى وسليمان بن هشام الصائفة اليمنى . غزا
وفيها بعث مروان بن محمد - وهو على إرمينية - بعثين ، ففتح حصونا من بلاد اللان ونزل كثير منهم على الإيمان .
وفيها هشام عاصم بن عبد الله الهلالي عن إمرة خراسان عزل مع خالد بن عبد الله القسري العراق معادة إليه ، جريا على ما سبق له من العادة ; وكان ذلك عن كتاب ، وضمها إلى عاصم بن عبد الله الهلالي : إن ولاية خراسان لا تصلح إلا مع ولاية العراق . فأجابه هشام إلى ذلك قبولا لنصيحته .
وفيها توفي
قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب البصري الأعمى أحد علماء التابعين والأئمة العاملين ، روى عن أنس بن مالك وجماعة من التابعين ، منهم ، سعيد بن المسيب ، وأبو العالية ، وزرارة بن أوفى ، وعطاء ومجاهد ، ، ومحمد بن سيرين ومسروق ، وأبو مجلز وغيرهم . وحدث عنه جماعات من الكبار كأيوب ، وحماد بن مسلمة ، ، وحميد الطويل وسعيد بن أبي عروبة [ ص: 77 ] ، والأعمش وشعبة ، ، والأوزاعي ، والليث ومسعر ، ومعمر ، . وهمام
قال ابن المسيب : ما جاءني عراقي أفضل منه . وقال بكر المزني : ما رأيت أحفظ منه . وقال : هو من أحفظ الناس . وقال محمد بن سيرين : كان مطر الوراق قتادة إذا سمع الحديث يأخذه العويل والزويل حتى يحفظه . وقال الزهري : هو أعلم من مكحول . وقال معمر : ما رأيت أفقه من الزهري ، وحماد ، وقتادة . وقال قتادة : ما سمعت شيئا إلا وعاه قلبي .
وقال : هو أحفظ أحمد بن حنبل أهل البصرة ، لا يسمع شيئا إلا حفظه ، وقرئ عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها ، وكان من العلماء . وذكر يوما ، فأثنى على علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك . وقال : قلما تجد من يتقدمه ، أما المثل فلعل !
وقال أبو حاتم : كانت وفاته بواسط في الطاعون - يعني في هذه السنة - وعمره ست أو سبع وخمسون سنة .
وفيها توفي ، أبو الحباب سعيد بن يسار ، والأعرج [ ص: 78 ] وابن أبي مليكة ، وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي ، وميمون بن مهران . وموسى بن وردان
أبو عبد الله المدني ونافع مولى ابن عمر أصله من بلاد المغرب وقيل : من نيسابور . وقيل : من كابل . وقيل غير ذلك . روى عن مولاه عبد الله بن عمر وجماعة من الصحابة ; مثل رافع بن خديج ، وأبي سعيد ، وأبي هريرة وعائشة وغيرهم ، وروى عنه خلق من التابعين وغيرهم ، وكان من الثقات النبلاء والأئمة الأجلاء . وأم سلمة
قال : البخاري أصح الأسانيد مالك ، عن نافع عن ابن عمر . وقال غيره : كان عمر بن عبد العزيز قد بعثه إلى مصر يعلم الناس السنن . وقد أثنى عليه غير واحد من الأئمة ووثقوه . ومات في هذه السنة على المشهور . رحمه الله .
وممن توفي في سنة سبع عشرة ومائة :
الشاعر ذو الرمة
واسمه غيلان بن عقبة بن بهيش من بني عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر [ ص: 79 ] أبو الحارث أحد فحول الشعراء ، وله ديوان مشهور ، وكان يتغزل في مية بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم المنقري وكانت جميلة ، وكان هو دميم الخلق ، أسود اللون ، ولم يكن بينهما فحش ولا خنا ، ولم يكن رآها قط ولا رأته ، وإنما كانت تسمع به ويسمع بها ، ويقال : إنها كانت تنذر إن هي رأته أن تذبح جزورا ، فلما رأته قالت : واسوأتاه واسوأتاه . ولم تبد له وجهها قط إلا مرة واحدة ، فأنشأ يقول :
على وجه مي مسحة من حلاوة وتحت الثياب العار لو كان باديا
قال : فانسلخت من ثيابها ، فأنشأ يقول :ألم تر أن الماء يخبث طعمه وإن كان لون الماء أبيض صافيا
فواضيعة الشعر الذي لج وانقضى بمي ولم أملك ضلال فؤاديا
إذا هبت الأرواح من نحو جانب به أهل مي هاج قلبي هبوبها
[ ص: 80 ] هوى تذرف العينان منه وإنما هوى كل نفس أين حل حبيبها
يا قابض الروح عن نفسي إذا احتضرت وغافر الذنب زحزحني عن النار