[ ص: 40 ] سنة عشر ومائة من الهجرة النبوية 
فيها قاتل مسلمة بن عبد الملك  ملك الترك  الأعظم خاقان  في جموع عظيمة ، فتواقفوا نحوا من شهر ، ثم هزم الله خاقان  في زمن الشتاء  ، ورجع مسلمة  سالما غانما ، فسلك على مسلك  ذي القرنين  في رجوعه إلى الشام  ، وتسمى هذه الغزوة غزاة الطين ، وذلك أنهم سلكوا على مغارق ومواضع غرق فيها دواب كثيرة ، وتوحل فيها خلق كثير ، فما نجوا حتى قاسوا شدائد وأهوالا صعابا وشدادا عظاما . 
وفيها دعا أشرس بن عبد الله السلمي  نائب خراسان  أهل الذمة بسمرقند  ومن وراء النهر إلى الدخول في الإسلام ، على أن يضع عنهم الجزية ، فأجابوه إلى ذلك ، وأسلموا غالبهم ، ثم طالبهم بالجزية ، فنصبوا له الحرب وقاتلوه ، ثم كانت بينه وبين الترك  حروب كثيرة ، أطال ابن جرير  بسطها وشرحها فوق الحاجة . 
وفيها أرسل أمير المؤمنين هشام  ، عبيدة  إلى إفريقية  متوليا عليها ، فلما وصل جهز ابنه وأخاه في جيش ، فالتقوا مع المشركين فقتلوا منهم خلقا كثيرا ،   [ ص: 41 ] وأسروا بطريقهم ، وانهزم باقيهم ، وغنم المسلمون منهم شيئا كثيرا . 
وفيها فتح معاوية بن هشام  حصنين من بلاد الروم  وغنم غنائم جمة . 
وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام    . وعلى العراق  خالد القسري  وعلى خراسان  أشرس بن عبد الله السلمي    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					