وفيها كانت وفاة : 
 [ ص: 607 ] محمد بن عبد الرحمن بن الحكم الأموي     . 
صاحب الأندلس  عن خمس وستين سنة ، وكانت ولايته أربعا وثلاثين سنة وأحد عشر شهرا ، وكان أبيض مشربا بحمرة ، ربعة أوقص ، يخضب بالحناء والكتم ، وكان عاقلا لبيبا ، وكان يدرك الأشياء المشتبهة ، وخلف ثلاثا وثلاثين ذكرا ، وقام بالأمر بعده ولده المنذر  ، فأحسن إلى الناس فأحبوه . 
وفيها كانت وفاة : 
 خالد بن أحمد أبي الهيثم الذهلي    . 
الذي كان أمير خراسان  في حبس المعتمد على الله  وهذا الرجل هو الذي أخرج  البخاري  من بخارى  ، فدعا عليه ، فلم يفلح بعدها ، ولم يبق في الإمرة إلا أقل من شهر حتى احتيط عليه وعلى أمواله وحواصله ، وأركب حمارا ونودي عليه في بلده ، ثم سجن ، فمات فيه في هذه السنة ، وهذا جزاء من تعرض لأهل السنة وأئمة الحديث . 
وممن توفي فيها    - أيضا - من الأعيان : إسحاق بن سيار    . وحنبل بن   [ ص: 608 ] إسحاق ،  ابن عم الإمام  أحمد بن حنبل ،  وأحد الرواة المشهورين عنه ، على أنه قد اتهم في بعض ما يرويه ويحكيه . والله أعلم . وأبو أمية الطرسوسي    . والفتح بن شخرف ،  أحد مشايخ الصوفية  ذوي الأحوال والكرامات والمقامات والكلمات النافعات ، ووهم  ابن الأثير  في قوله في " كامله " : إن أبا داود  صاحب " السنن " توفي في هذه السنة ، بل في سنة خمس وسبعين ، كما سيأتي . 
ابن ماجه القزويني     . 
صاحب " السنن " ، وهو أبو عبد الله محمد بن يزيد ، ابن ماجه القزويني  مولى ربيعة ،  صاحب كتاب " السنن " المشهورة ، وهي دالة على عمله وعلمه وتبحره واطلاعه واتباعه للسنة النبوية في الأصول والفروع ، ويشتمل على اثنين وثلاثين كتابا ، وألف وخمسمائة باب ، ويحتوي على أربعة آلاف حديث ، كلها جياد سوى اليسير . 
 [ ص: 609 ] وقد حكي عن  أبي زرعة الرازي  أنه انتقد منها بضعة عشر حديثا ، ربما يقال : إنها موضوعة ، أو منكرة جدا . وله تفسير حافل وتاريخ كامل من لدن الصحابة إلى عصره . 
قال أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي القزويني    : أبو عبد الله محمد بن يزيد ويعرف يزيد بماجه  مولى ربيعة ،  عالم بهذا الشأن ، صاحب التصانيف في التاريخ ، والسنن ، ارتحل إلى العراقين  ومصر  والشام    . ثم ذكر طرفا من مشايخه ، وقد ترجمناهم في كتابنا " التكميل " ولله الحمد والمنة . 
قال : وقد روى عنه الكبار القدماء ; ابن سيبويه ،  ومحمد بن عيسى الصفار ،  وإسحاق بن محمد ،  وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان ،  وجدي أحمد بن إبراهيم ،   وسليمان بن يزيد    . 
وقال غيره : كانت وفاته يوم الإثنين ، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين عن أربع وستين سنة وصلى عليه أخوه أبو بكر ، وتولى دفنه مع أخيه الآخر أبي عبد الله ،  وابنه عبد الله بن محمد بن يزيد ،  رحمه الله . 
				
						
						
