وممن توفي فيها من الأعيان :
بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد أبو الحسن الزاهد
ويعرف بالحمال ، روى الحديث عن الحسن بن عرفة ، وكان يضرب بزهده المثل ، وكانت له كرامات كثيرة ، ومنزلة كبيرة عند الناس ، وكان لا يقبل من السلطان شيئا ، وقد أنكر يوما على شيئا من المنكرات ، وأمره بالمعروف ، فأمر به فألقي بين يدي الأسد ، فكان الأسد يشمه ويحجم عنه ، فرفع من بين يديه ، وعظمه الناس جدا . ابن طولون
وقد سأله بعض الناس : كيف كان حالك وأنت بين يدي الأسد ؟ فقال : لم يكن علي بأس ، قد كنت أفكر في سؤر السباع ، أهو طاهر أم نجس ؟
قالوا : وجاءه رجل فقال له : إن لي على رجل مائة دينار ، وقد ذهبت [ ص: 34 ] الوثيقة ، وأنا أخشى أن ينكر الرجل ، فأسألك الدعاء . فقال له : إني رجل قد كبرت ، وأنا أحب الحلواء ، فاذهب فاشتر لي منها رطلا ، وأتني به حتى أدعو لك . فذهب الرجل فاشترى ، ثم جاء ففتح الورقة التي فيها الحلواء ، فإذا هي حجته بالمائة دينار ، فقال له الشيخ : أهذه حجتك ؟ قال : نعم . قال : خذها وخذ الحلواء فأطعمها صبيانك . ولما توفي خرج أهل مصر في جنازته تعظيما لشأنه وإكراما له .
، ومحمد بن خريم . ومحمد بن عقيل البلخي ابن الحافظ ، رحمهما الله . وأبو بكر بن أبي داود السجستاني الحافظ ، صاحب " الصحيح " المخرج على " صحيح وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإسفراييني مسلم " وقد كان من الحفاظ المكثرين ، والأئمة المشهورين . ونصر الحاجب للخليفة المقتدر ، كان من خيار الأمراء ، دينا عاقلا ، أنفق من ماله في حرب القرامطة مائة ألف دينار ، وخرج بنفسه محتسبا ، فمات في أثناء الطريق في هذه السنة .