سنان بن ثابت بن قرة الصابئ
أبو سعيد المتطبب ، أسلم على يد القاهر بالله ، ولم يسلم ولده ولا أحد من أهل بيته ، وقد كان مقدما في الطب وفي علوم كثيرة . وكانت وفاته في ذي القعدة من هذه السنة بعلة الذرب ، فلم تغن عنه صناعته شيئا حين جاءه الموت . وما أحسن ما قال بعض الشعراء في هذا المعنى :
قل للذي صنع الدواء بكفه أترد مقدورا عليك قد جرى مات المداوى والمداوي والذي
صنع الدواء بكفه ومن اشترى
أبو الحسن الأشعري
ذكر في " المنتظم " وفاة ابن الجوزي الأشعري في هذه السنة ، وتكلم فيه ، وحط عليه كما جرت عادة الحنابلة ، يتكلمون في الأشعرية قديما وحديثا . وذكر أنه ولد سنة ستين ومائتين ، وأنه توفي في هذه السنة ، وأنه صحب الجبائي أربعين سنة ، ثم رجع عنه ، وأنه توفي ببغداد ، ودفن بمشرعة الروايا .
[ ص: 153 ] السدوسي مولاهم أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت
سمع جده وغيرهما ، وعنه وعباسا الدوري أبو عمر بن مهدي ، وكان ثقة .
وروى الخطيب أن والد محمد هذا حين ولد أخذ طالع مولده المنجمون ، فحسبوا عمره ، وقالوا : إنه يعيش كذا وكذا . فأرصد له أبوه حبا ، فيه عن كل يوم من عمره دينار ، ثم أرصد له حبا آخر كذلك ، ثم آخر كذلك ، فكان يعدل كل يوم بثلاثة دنانير ، ومع هذا ما أفاده شيئا ، بل افتقر حتى صار يستعطي من الناس ، وكان يحضر مجلس السماع عليه بلا إزار ، يتصدق عليه أهل المجلس بشيء يقوم بأوده . والسعيد من أسعده الله .
محمد بن مخلد بن حفص أبو عمر الدوري العطار
كان يسكن الدور ، وهي محلة بطرف بغداد سمع الحسن بن عرفة والزبير بن بكار وغيرهم ، وعنه ومسلم بن الحجاج وجماعة من الحفاظ ، وكان ثقة ، فهما ، واسع الرواية ، مشكور الديانة ، مشهورا بالعبادة . وكانت وفاته في جمادى الآخرة من هذه السنة ، وقد استكمل سبعا وتسعين سنة وثمانية أشهر وأحدا وعشرين يوما . الدارقطني
[ ص: 154 ] المجنون البغدادي
روى من طريق ابن الجوزي ، قال : رأيت مجنونا عند أبي بكر الشبلي جامع الرصافة وهو عريان ، وهو يقول : أنا مجنون الله ، أنا مجنون الله ، فقلت له : ما لك ؟ ألا تستتر وتدخل الجامع وتصلي ؟ فأنشأ يقول :
يقولون زرنا واقض واجب حقنا وقد أسقطت حالي حقوقهم عني
إذا هم رأوا حالي ولم يأنفوا لها ولم يأنفوا منها أنفت لهم مني