[ ص: 226 ] ثم دخلت سنة خمس وأربعين وثلاثمائة 
فيها عصى الروزبهان  على معز الدولة  ، وانحاز إلى الأهواز   ، ولحق به عامة من كان مع المهلبي  الذي كان يحاربه ، فلما بلغ ذلك معز الدولة  لم يصدق ; لأنه كان قد أحسن إليه ، ورفع من قدره بعد الضعة والخمول ، ثم ركب إليه لقتاله ، فاتبعه الخليفة المطيع لله  خوفا من ناصر الدولة بن حمدان  ، فإنه بلغه أنه قد جهز جيشا مع ولده أبي المرجى جابر  إلى بغداد  ليأخذها حين بلغه أن معز الدولة  قد خرج منها ، فأرسل معز الدولة  حاجبه سبكتكين  إلى بغداد  ليحفظها ، وقصد معز الدولة  إلى الروزبهان  ، فاقتتلوا قتالا عظيما ، فهزمه معز الدولة  ، وفرق أصحابه ، وأخذه أسيرا إلى بغداد  في أبهة عظيمة فسجنه ، ثم أخرجه ليلا وغرقه ; لأن الديلم  أرادوا إخراجه من السجن قهرا ، وانطوى ذكر روزبهان  وإخوته ، وكان قد اشتعل اشتعال النار ، وحظيت الأتراك  عند معز الدولة  ، وانحطت الديلم  عنده ; لأنه ظهر له خيانتهم في أمر الروزبهان  وإخوته . 
وفيها دخل سيف الدولة  إلى بلاد الروم   ، فقتل وسبى ، ورجع إلى أذنة  ثم عاد إلى حلب  فحميت الروم  ، فجمعوا وأقبلوا إلى ميافارقين  فقتلوا وسبوا وحرقوا ورجعوا ، وركبوا في البحر إلى طرسوس  فقتلوا من أهلها ألفا وثمانمائة ،   [ ص: 227 ] وسبوا وحرقوا قرى كثيرة . 
وفيها زلزلت همذان  زلزالا شديدا ، انهدمت البيوت ، وانشق قصر شيرين بصاعقة ، ومات تحت الهدم خلق كثير لا يحصون كثرة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . 
ووقعت فتنة عظيمة بين أهل أصبهان   وأهل قم   بسبب سب الصحابة من أهل قم   فثار عليهم أهل أصبهان   فقتلوا منهم خلقا كثيرا ، ونهبوا أموال التجار ، فغضب ركن الدولة  لأهل قم     ; لأنه كان شيعيا ، فصادر أهل أصبهان   بأموال كثيرة ، والله تعالى أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					