[ ص: 716 ] ثم دخلت سنة ثمان وتسعين وخمسمائة  
فيها شرع الشيخ  أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي  في بناء المسجد الجامع بالجبل ، فأنفق عليه رجل يقال له : الشيخ أبو داود محاسن الفامي    . حتى بلغ البناء مقدار قامة ، فنفد ما عنده ، وما كان معه من المال ، فأرسل الملك المظفر كوكبوري بن زين الدين  صاحب إربل  مالا جزيلا ليتممه به فكمل ، وأرسل ألف دينار ليساق بها إليه الماء من برزة ، فلم يمكن من ذلك الملك المعظم صاحب دمشق  واعتذر بأن هذا يشوش قبورا كثيرة للمسلمين ، فصنع له بئر وبغل يدور ، وأوقف عليه وقف لذلك . 
وفيها كانت حروب كثيرة وخطوب طويلة بين الخوارزمية والغورية ببلاد المشرق ، بسطها  ابن الأثير ،  واختصرها ابن كثير    . 
وفيها درس بالنظامية مجد الدين يحيى بن الربيع ،  وخلع عليه خلعة سنية سوداء وطرحة كحلية ، وحضر عنده العلماء والأعيان . وفيها ولي قضاء القضاة ببغداد  أبو الحسن علي بن سليمان الجيلي ،  وخلع عليه أيضا . 
 [ ص: 717 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					