فصل : 
في ميلاد عبد الله بن الزبير   في شوال سنة الهجرة ، فكان أول مولود ولد في الإسلام من المهاجرين ،  كما أن النعمان بن بشير  أول مولود ولد للأنصار  بعد الهجرة رضي الله عنهما . وقد زعم بعضهم أن ابن الزبير  ولد بعد الهجرة بعشرين شهرا . قاله أبو الأسود    . ورواه الواقدي ،  عن محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة ،  عن أبيه ، عن جده ، وزعموا أن النعمان  ولد قبل الزبير  بستة أشهر ، على رأس أربعة عشر شهرا من الهجرة . والصحيح ما قدمناه . 
 [ ص: 569 ] قال  البخاري    : حدثنا زكريا بن يحيى ،  ثنا أبو أسامة ،  عن  هشام بن عروة ،  عن أبيه ، عن أسماء ،  أنها حملت بعبد الله بن الزبير ،  قالت : فخرجت وأنا متم ، فأتيت المدينة ،  فنزلت بقباء  فولدته بقباء ، ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره ، ثم دعا بتمرة فمضغها ، ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل جوفه ، ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم حنكه بتمرة ، ثم دعا له وبرك عليه   . وكان أول مولود ولد في الإسلام . تابعه خالد بن مخلد  عن علي بن مسهر ،  عن هشام ،  عن أبيه ، عن أسماء ،  أنها هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى   . 
حدثنا قتيبة ،  عن أبي أسامة ،  عن  هشام بن عروة ،  عن أبيه ، عن عائشة ،  قالت : أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير ،  أتوا به النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم تمرة فلاكها ، ثم أدخلها في فيه ، فأول ما دخل بطنه ريق النبي صلى الله عليه وسلم   . فهذا حجة على الواقدي  وغيره; لأنه ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مع عبد الله بن أريقط    - لما رجع إلى مكة    -  زيد بن حارثة  وأبا رافع;  ليأتوا بعياله وعيال أبي بكر ،  فقدموا بهم أثر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسماء  حامل متم أي مقرب ، قد دنا وضعها لولدها ، فلما ولدته كبر المسلمون تكبيرة عظيمة; فرحا بمولده ، لأنه كان قد بلغهم عن اليهود  أنهم سحروهم ، حتى لا يولد لهم بعد هجرتهم ولد ، فأكذب الله اليهود  فيما زعموا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					