[ ص: 579 ] فصل 
قال الواقدي    : وفيها - يعني في السنة الأولى في ذي القعدة - عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم  لسعد بن أبي وقاص  إلى الخرار  لواء  أبيض يحمله المقداد بن الأسود  ، فحدثني أبو بكر بن إسماعيل ،  عن أبيه ، عن عامر بن سعد ،  عن أبيه ، قال : خرجت في عشرين رجلا على أقدامنا - أو قال : أحد وعشرين رجلا - فكنا نكمن النهار ونسير الليل ، حتى صبحنا الخرار  صبح خامسة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إلي أن لا أجاوز الخرار ،  وكانت العير قد سبقتني قبل ذلك بيوم ، قال الواقدي    : كانت العير ستين ، وكان من مع سعد  كلهم من المهاجرين    . قال أبو جعفر بن جرير    : وعند ابن إسحاق  ، أن هذه السرايا الثلاث - التي ذكرها الواقدي    - كلها في السنة الثانية من الهجرة من وقت التاريخ . 
قلت : كلام ابن إسحاق  ليس بصريح - فيما قاله أبو جعفر ،  لمن تأمله - كما سنورده في أول كتاب المغازي ،  في أول السنة الثانية من الهجرة ،   [ ص: 580 ] وذلك تلو ما نحن فيه إن شاء الله ، إذ يحتمل أن يكون مراده أنها وقعت هذه السرايا في السنة الأولى ، وسنزيدها بسطا وشرحا إذا انتهينا إليها ، إن شاء الله تعالى .  والواقدي  عنده زيادات حسنة وتاريخ محرر غالبا; فإنه من أئمة هذا الشأن الكبار وهو صدوق في نفسه مكثار ، كما بسطنا القول في عدالته وجرحه في كتابنا الموسوم ب " التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل " . ولله الحمد والمنة . 
				
						
						
