[ ص: 194 ] ذكر فرح النجاشي ،  رضي الله عنه ، بوقعة بدر  
 قال الحافظ  البيهقي    : أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي  ببغداد ،  حدثنا أحمد بن سليمان النجاد ،  حدثنا  عبد الله بن أبي الدنيا ،  حدثني حمزة بن العباس ،  ثنا  عبدان بن عثمان ،  ثنا  عبد الله بن المبارك ،  أخبرنا  عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،  عن عبد الرحمن - رجل من أهل صنعاء -   قال : أرسل النجاشي  ذات يوم إلى  جعفر بن أبي طالب  وأصحابه ، فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خلقان ثياب ، جالس على التراب ، قال جعفر    : فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما أن رأى ما في وجوهنا قال : إني أبشركم بما يسركم ، إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي ، فأخبرني أن الله قد نصر نبيه ، وأهلك عدوه ، وأسر فلان وفلان ، وقتل فلان وفلان ، التقوا بواد يقال له : بدر .  كثير الأراك ، كأني أنظر إليه ، كنت أرعى به لسيدي - رجل من بني ضمرة    - إبله . فقال له جعفر    : ما بالك جالسا على التراب ليس تحتك بساط ، وعليك هذه الأخلاق ؟ قال إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى    : إن حقا على   [ ص: 195 ] عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عندما يحدث لهم من نعمة . فلما أحدث الله لي نصر نبيه صلى الله عليه وسلم ، أحدثت له هذا التواضع . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					