يحيى بن عبد الحميد 
ابن عبد الرحمن بن ميمون بن عبد الرحمن ، الحافظ الإمام الكبير أبو  [ ص: 527 ] زكريا بن المحدث الثقة أبي يحيى الحماني الكوفي صاحب " المسند " الكبير . 
ولد نحو الخمسين ومائة . 
وحدث عن : أبيه - وأبوه من أصحاب الأعمش   - وعن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل  ، وهذا أكبر شيخ له ، ومندل بن علي  ، وعبد الله بن جعفر المخرمي  ، وأبي عوانة  ، وشريك  ،  وسليمان بن بلال  ،  وقيس بن الربيع  ، وأبي إسرائيل الملائي  ،  وعبد الله بن المبارك  ، وهشيم  ،  وفضيل بن عياض  ،  وعبد الواحد بن زياد  ،  وخالد بن عبد الله  ، وحشرج بن نباتة  ، وإبراهيم بن سعد  ،  وحماد بن زيد  ،  وعلي بن مسهر  ،  وسفيان بن عيينة  ، وخلق . 
وعنه : أبو قلابة  ، وأبو حاتم  ،  وعلي بن عبد العزيز البغوي  ، وأحمد بن يحيى الحلواني  ،  وأبو بكر بن أبي الدنيا  ، ومحمد بن أيوب الرازي  ، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي  ، وأبو حصين محمد بن الحسين الوادعي  ، ومطين  ، وموسى بن إسحاق الأنصاري  ، ومحمد بن إبراهيم السراج  ، وعثمان بن خرزاذ  ،  وأبو القاسم البغوي  ، والحسين بن إسحاق التستري  ، وخلق كثير .  [ ص: 528 ] 
قال الأثرم   : سمعت القعنبي  يقول : رأيت رجلا طويلا شابا في مجلس ابن عيينة  ، فقال ابن عيينة   : من يسأل لأهل الكوفة   ؟ ثم قال : أين ابن الحماني  ، فقام ، فقال : من أنت ؟ فانتسب له ، فقال : نعم ، كان أبوك جليسنا عند مسعر  ، فجعل يسأل . 
وقال إبراهيم بن بشار   : رأيت عند ابن عيينة  جماعة من البصريين يتذاكرون الحديث ، فتحول سفيان  للكوفة  ، أتى إلى ناحية أهل الكوفة   ، فقال : أين ابن آدم ؟ أين ابن الحماني عبد الحميد  ؟ . 
وروى  ابن عدي  ، عن طريف بن عبيد الله الموصلي  قال : كأني أنظر إلى يحيى الحماني  شيخ ضعيف ، أعور اليسرى ، منحني العنق ، يقول : حدثنا شريك   . 
وقال محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي   : سئل  أحمد بن حنبل  عن يحيى الحماني  ، فسكت ، فلم يقل شيئا . 
وقال الميموني   : ذكر الحماني  عند أحمد  ، فقال : ليس بأبي غسان  بأس . ومرة ذكره ، فنفض يده ، وقال : لا أدري . 
وقال مطين   : سألت  أحمد بن حنبل  عنه ، قلت له : تعرفه ؟ لك به علم ؟ فقال : كيف لا أعرفه ؟ قلت : أكان ثقة ؟ قال : أنتم أعرف بمشايخكم . 
 [ ص: 529 ] وقال  محمد بن إبراهيم البوشنجي   : حدثنا يحيى الحماني  ، حدثنا  أحمد بن حنبل  ، حدثنا إسحاق الأزرق   . . فذكر حديثا في الإبراد بالظهر . 
قال حنبل   : قدمت من الكوفة  ، فقلت لأبي عبد الله   : حدثنا يحيى الحماني  ، عن أبي عبد الله  بحديث إسحاق الأزرق  ، فقال : ما أعلم أني حدثته به ، فلعله حفظه على المذاكرة . 
وكذا سأل المروذي  أحمد  ، فأنكر أن يكون حدثه ، وقال : قولوا لهارون الحمال  يضرب على حديث يحيى الحماني   . 
وقال أبو عبيد الآجري  ، عن أبي داود  قال : حدث يحيى الحماني  عن أحمد  بحديث إسحاق الأزرق  ، فأنكره ، فقال يحيى   : حدثنا أحمد  على باب  ابن علية  ، فقال أحمد   : ما سمعناه من إسحاق  إلا بعد موت إسماعيل   . 
ثم قال أبو داود   : كان حافظا ، سألت أحمد  عنه ، فقال : ألم تره ؟ قلت : بلى . قال : إنك إذا رأيته عرفته . 
 [ ص: 530 ] وقيل : كان يتشيع فقال أبو داود   : سألته عن حديث لعثمان  ، فقال لي : تحب عثمان   . 
قال عبد الله بن أحمد   : قلت لأبي : إن ابني أبي شيبة  يقدمون بغداد  ، فما ترى فيهم ؟ فقال : قد جاء ابن الحماني  إلى هاهنا ، فاجتمع عليه الناس ، وكان يكذب جهارا ، ابن شيبة  على كل حال يصدق . وقلت لأبي عن حديث إسحاق  فقال : كذب ، ما سمعته من الأزرق  إلا بعد ذلك ، أنا لم أعلم تلك الأيام أن هذا حديث غريب ، حتى سألني عنه هؤلاء الشباب . وقال أبي : ما كان أجرأه ! وقال : ما زلنا نعرفه أنه يسرق الأحاديث أو يتلقفها ، أو يتلقطها . وقال : قد طلب وسمع ، ولو اقتصر على ما سمع ، لكان له فيه كفاية . 
وقال عبد الله بن أحمد   : حدث أيضا عن قريش بن حيان  ، عن بكر بن وائل  ، عن الزهري  ، عن عطاء بن يزيد  ، عن أبي أيوب  ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأظفار ، وقريش  مات قبل أن يدخل الحماني  البصرة  ، وإنما سمعه من  [ ص: 531 ]  وكيع  ، عن قريش   . 
وقال الأثرم   : قلت لأبي عبد الله   : ما تقول في ابن الحماني  ؟ فقال : ليس هو واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة ولا أربعة يحكون عنه . ثم قال : الأمر فيه أعظم من ذلك ، وحمل عليه حملا شديدا في أمر الحديث . وذكرته لأبي عبد الله  مرة ، فقال : ابن الحماني  ليس الآن عليه قياس ، أمر ذاك عظيم ، أو كما 
قال ، ورأيته شديد الغيظ عليه . 
وقال عبد الله بن أحمد   : قلت لأبي : بلغني أن ابن الحماني  حدث عن شريك  ، عن هشام  ، عن أبيه ، عن عائشة  ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه النظر إلى الحمام ، فأنكروه عليه ، فرجع عن رفعه ، فقال أبي : هذا كذب ، إنما كنا نعرف بهذا حسين بن علوان  يقولون : وضعه على هشام   . 
قال  البخاري   : كان أحمد  وعلي  يتكلمان في يحيى الحماني   . وقال  [ ص: 532 ] مرة : رماه أحمد  وابن نمير   . 
 أحمد بن يوسف السلمي   : سمعت  علي بن المديني  يقول : أدركت ثلاثة ويحدثون بما لا يحفظون : يحيى بن عبد الحميد  ، وعبد الأعلى السامي  ،  ومعتمر بن سليمان   . 
 ابن عدي   : أخبرنا عبدان  قال : قال ابن نمير   : الحماني  كذاب ، فقيل لعبدان   : سمعته منه ؟ قال : لا . 
وقال مطين   : سألت  محمد بن عبد الله بن نمير  عن يحيى الحماني  ، فقال : هو ثقة ، هو أكبر من هؤلاء كلهم ، فاكتب عنه . 
وقال  محمد بن عبد الله بن عمار   : يحيى الحماني  سقط حديثه . 
قال الحسين بن إدريس   : فقيل لابن عمار   : فما علته ؟ قال : لم يكن لأهل الكوفة   حديث جيد غريب ، ولا لأهل المدينة   ، ولا لأهل بلد حديث جيد غريب إلا رواه ، فهذا يكون هكذا . 
وقال الجوزجاني   : يحيى بن عبد الحميد  ساقط متلون ، ترك حديثه ، فلا ينبعث . 
وقال  ابن خزيمة   : سمعت الذهلي  يقول : ذهب كالأمس الذاهب . 
 [ ص: 533 ] وقال محمد بن المسيب الأرغياني   : سمعت محمد بن يحيى  يقول : اضربوا على حديثه بستة أقلام . 
وقال أبو يحيى صاعقة   : كنا إذا قعدنا إلى الحماني  ، تبين لنا منه بلايا . 
وقال أحمد بن محمد بن صدقة  وأبو شيخ  ، عن زياد بن أيوب  دلويه ، سمعت يحيى بن عبد الحميد  يقول : مات معاوية  على غير ملة الإسلام . قال أبو شيخ   : قال دلويه   : كذب عدو الله . 
أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي  ، عن أبيه : سمعت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي  يقول : قدمت الكوفة  ، فنزلت بالقرب من ابن الحماني  ، فذاكرته بأحاديث سمعتها بالبصرة  ، ومن أحاديث  سليمان بن بلال  ، وكان يستغربها ، ويقول : ما سمعت هذا من سليمان  ، ثم أودعته كتبي ، وختمت عليها ، فلما رجعت ، وجدت الخواتيم قد كسرت ، فقلت : ما شأن هذه الكتب ؟ قال : ما أدري ، وجدت تلك الأحاديث التي ذاكرته بها عن سليمان  ، قد أدخلها في مصنفاته ، فقلت : سمعت من  سليمان بن بلال  ؟ 
قال : نعم . 
وقال ابن خراش   : حدثنا محمد بن يحيى  ، عن عبد الله بن عبد الرحمن  ، قال : أودعت كتبي يحيى الحماني  ، وكان فيها حديث خالد  [ ص: 534 ] الواسطي  ، عن  عمرو بن عون  وفيها حديث  سليمان بن بلال  ، عن  يحيى بن حسان  ، وكنت قد سمعت منه المسند ، ولم يكن فيه من حديثهما شيء ، فقدمت ، فإذا كتبي على خلاف ما تركتها عنده ، وإذا قد نسخ حديث خالد  وسليمان  ، ووضعه في " المسند " . قال محمد بن يحيى   : ما أستحل الرواية عنه . 
أخبرنا  العقيلي   : حدثنا سليمان بن داود القطان  بالري   : سمعت عبد الله بن عبد الرحمن  قال : قدمت الكوفة  حاجا ، وأودعت يحيى  كتبا لي ، فلما رجعت جحدها ، وأنكر ، فرفقت به ، فلم ينفع ، قال : فصايحته ، واجتمع الناس علينا ، فقام إلى وراقه ، فأخذ بيدي ، فنحاني ، وقال : إن أمسكت ، تخلصت . فأمسكت ، فإذا الوراق قد جاءني بالكتب ، وكانت مشدودة في خرقة ولبد ، فإذا الشد مغير ، فنظرت في الأجزاء ، فإذا فيها علامات بالحمرة ، ولم يكن نظر فيها أحد ، وإذا أكثر العلامات على مروان الطاطري  ، عن  سليمان بن بلال  ، وعبد العزيز الدراوردي  ، فافتقدت منها جزأين . 
وقال  النسائي   : ليس بثقة ، وقال مرة : ضعيف . 
وأما  يحيى بن معين   : فروى عنه عباس   :  أبو يحيى الحماني  ثقة ، وابنه ثقة . 
وقال أحمد بن زهير  عنه : يحيى الحماني  ثقة . 
 [ ص: 535 ] وروى عنه عثمان بن سعيد   : صدوق مشهور ، ما بالكوفة  مثله ، ما يقال فيه إلا من حسد . 
وقال أبو حاتم   : سألت ابن معين  عنه ، فأجمل القول فيه ، وقال : ما له ؟ كان يسرد مسنده أربعة آلاف سردا ، وحديث شريك  ثلاثة آلاف وخمسمائة كمثل . ذكر أبو حاتم  نحو عشرة آلاف . ثم قال : كان أحد المحدثين . 
وقال عن ابن معين  عبد الخالق بن منصور   : صدوق ثقة . 
وقال  أحمد بن منصور الرمادي   : هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة  ، وما يتكلمون فيه إلا من الحسد . 
قلت : الجرح مقدم ، وأحمد  والدارمي  بريئان من الحسد . 
قال عثمان بن سعيد   : كان يحيى الحماني  فيه غفلة ، لم يقدر أن يصون نفسه كما يفعل أصحاب الحديث ، ربما يجيء رجل ، فيفتري عليه ، وفي رواية : فيسبه ، وربما يلطمه . 
وقال أحمد بن زهير  ، عن ابن معين   : ما كان بالكوفة  في أيامه رجل يحفظ معه ، وهؤلاء يحسدونه . 
قلت : بل ينصفونه ، وأنت فما أنصفت . 
 [ ص: 536 ] ابن صالح المصري   : قال البغوي   : كنا على باب يحيى الحماني  ، فجاء  يحيى بن معين  على بغلته ، فسأله أصحاب الحديث أن يحدثهم ، فأبى ، وقال : جئت مسلما على أبي زكريا  ، فدخل ، ثم خرج ، فسألوه عنه ، فقال : ثقة ابن ثقة . 
وكذلك روى توثيقه عن ابن معين   : مطين  ، وأحمد بن أبي يحيى  ، وعبد الله بن الدورقي  ، وغيرهم ، حتى قال محمد بن أبي هارون الهمذاني   : سألته عنه ، فقال : ثقة وأبوه ثقة . فقلت : يقولون فيه . قال : يحسدونه ، هو - والله الذي لا إله إلا هو - ثقة . 
 العقيلي  ، عن علي بن عبد العزيز   : سمعت يحيى الحماني  يقول لقوم غرباء في مجلسه : من أين أنتم ؟ فأخبروه . فقال : سمعتم ببلدكم أحدا يتكلم في ، ويقول : إني ضعيف في الحديث ؟ لا تسمعوا كلام أهل الكوفة   ، فإنهم يحسدونني ، لأني أول من جمع المسند ، وقد تقدمتهم في غير شيء . 
قال علي بن حكيم   : ما رأيت أحدا أحفظ لحديث شريك  من يحيى الحماني   . 
قلت : لا ريب أنه كان مبرزا في الحفظ ، كما كان  سليمان الشاذكوني  ، ولكنه أصون من الشاذكوني  ، ولم يقل أحد قط : إنه وضع حديثا ، بل ربما كان يتلقط أحاديث ، ويدعي روايتها ، فيرويها على وجه  [ ص: 537 ] التدليس ، ويوهم أنه سمعها وهذا قد دخل فيه طائفة ، وهو أخف من افتراء المتون . 
قال  أبو حاتم الرازي   : لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة  وأبي نعيم  في حديث الثوري  ، وسوى يحيى الحماني  في حديث شريك  ،  وعلي بن الجعد  في حديثه . 
قال أبو أحمد بن عدي   : ليحيى الحماني  مسند صالح  ، ويقال : إنه أول من صنف المسند بالكوفة  ، وأول من صنف المسند بالبصرة  مسدد  ، وأول من صنف المسند بمصر  أسد السنة  ، وهو أقدم منهما موتا . والحماني  يقال : إن الدارمي  أودعه كتبا ، فسرق منها أحاديث ، وتكلم فيه أحمد  ،  وابن المديني  قال : يحيى  حسن الثناء عليه . . . إلى أن قال  ابن عدي   : ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير ; وأرجو أنه لا بأس به . 
قال شيخنا أبو الحجاج   : وجده ميمون  ، ويقال : عبد الرحمن بن ميمون  يلقب بشمين . 
قلت : وقد تواتر توثيقه عن  يحيى بن معين  ، كما قد تواتر تجريحه عن الإمام أحمد  ، مع ما صح عنه من تكفير صاحب . 
ولا رواية له في الكتب الستة ، تجنبوا حديثه عمدا ، لكن له ذكر في " صحيح " مسلم  في ضبط اسمه ، فقال عقيب  حديث  سليمان بن بلال  ، عن  [ ص: 538 ] ربيعة  ، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد  ، عن أبي حميد  أو أبي أسيد  ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  " إذا دخل أحدكم المسجد ، فليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك . . . " وذكر الحديث ثم قال : سمعت يحيى بن يحيى  يقول : كتبت هذا الحديث من كتاب  سليمان بن بلال  ، قال : وبلغني أن يحيى الحماني  يقول :  وأبو أسيد   . 
قد وقع لي من عوالي الحماني   : 
فأخبرني أبو المعالي أحمد بن إسحاق  بمصر  ، أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب  ، أخبرنا هبة الله بن الحسين الحاسب  ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور  ، حدثنا عيسى بن علي الوزير  إملاء ، حدثنا أبو القاسم البغوي  ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد  ، حدثنا شريك  ، حدثنا منصور  ، حدثنا ربعي  قال : حدثنا  علي بن أبي طالب   - رضي الله عنه - قال : أما إني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا تكذبوا علي ، فمن كذب علي متعمدا فليلج النار " . 
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج  الأمناء بقراءتي ، أخبرنا عبد المعز بن محمد  في كتابه ، أخبرنا تميم بن أبي سعيد  سماعا في سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن  ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري  سنة أربع وسبعين وثلاثمائة قال : أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي  بها سنة ست وثلاثمائة قال : حدثنا  [ ص: 539 ] يحيى بن عبد الحميد  ، حدثنا قيس بن الربيع  ، عن  زياد بن علاقة  ، عن عمارة بن أوس  ، رضي الله عنه - وكان قد صلى القبلتين جميعا - قال : إني لفي منزلي ، إذا مناد ينادي على الباب : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حول القبلة ، فأشهد على إمامنا والرجال والنساء والصبيان لقد صلوا إلى هاهنا - يعني بيت المقدس   - وإلى هاهنا - يعني الكعبة   . 
وقرأت على أبي سعيد سنقر الحلبي  بها ، أخبركم عبد اللطيف بن يوسف  ، أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق  ، أخبرنا علي بن محمد  ، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي  ، أخبرنا  عبد الباقي بن قانع  ، حدثنا عبد الله بن محمد  ، حدثنا يحيى الحماني  ، حدثنا قيس  ، عن  زياد بن علاقة  ، عن عمارة بن أوس   - وكان ممن صلى القبلتين - قال : إني في منزلي ، إذ ناداني مناد على الباب : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حول القبلة إلى الكعبة  هذا حديث غريب من الأفراد العوالي . 
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران  ، أخبرنا موسى بن عبد القادر  ، أخبرنا ابن البناء  ، أخبرنا ابن البسري  ، أخبرنا المخلص  ، حدثنا عبد الله  ، حدثنا يحيى الحماني  ، حدثنا  عبد العزيز بن محمد  ، عن  عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف  ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  " أبو بكر  في الجنة ، وعمر  في الجنة ، وعثمان  في الجنة ، وعلي  في  [ ص: 540 ] الجنة ، وطلحة  في الجنة ، والزبير  في الجنة ، وابن عوف  في الجنة ، وسعد  في الجنة ، وسعيد  في الجنة ،  وأبو عبيدة بن الجراح  في الجنة "  . 
قال  البخاري  ومطين  ومعاوية بن صالح  والبغوي   : مات يحيى الحماني  سنة ثمان وعشرين ومائتين . 
زاد مطين   : في رمضان بالعسكر ، وكان لا يخضب . 
وقال البغوي   : في رمضان أيضا . قال : وكان أول من مات بسامراء  من المحدثين الذين أقدموا ، وكان لا يخضب ، وقد كتبت عنه . 
قلت : أخطأ من قال : إنه توفي سنة خمس وعشرين . 
				
						
						
