أبو مصعب ( ع ) 
الإمام الثقة ، شيخ دار الهجرة ، أبو مصعب ، أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري المدني الفقيه قاضي المدينة   . 
ولد سنة خمسين ومائة ولازم مالك بن أنس  ، وتفقه به ، وسمع منه " الموطأ " وأتقنه عنه . 
وسمع من : العطاف بن خالد  ، ويوسف بن الماجشون  ،  ومسلم بن خالد الزنجي  ، وحسين بن زيد بن علي  ، وابن أبي حازم  ، ومحرز بن  [ ص: 437 ] هارون  ، وإبراهيم بن سعد  ، ومحمد بن إبراهيم بن دينار  ،  وعبد العزيز بن محمد الدراوردي  ، وطبقتهم . 
حدث عنه :  البخاري  ، ومسلم  ، وأبو داود  ،  والترمذي  ،  وابن ماجه  ، وروى  النسائي  عن رجل عنه ، وروى عنه إسماعيل القاضي  ،  وبقي بن مخلد  ،  ويعقوب بن سفيان  ،  وأبو زرعة الرازي  ، ومطين  ، ومحمد بن المعافي الصيداوي  ، وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي  ، وخلق كثير . 
قال الزبير بن بكار   : هو فقيه أهل المدينة  غير مدافع . 
وقال ابن أبي حاتم   : حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي   : أتى قوم أبا مصعب الزهري  ، فقالوا : إن قبلنا ببغداد  رجلا ، يقول : لفظه بالقرآن مخلوق . فقال : هذا كلام خبيث نبطي . 
وقال الزبير بن بكار   : كان أبو مصعب  على شرطة عبيد الله بن الحسن بن عبد الله الهاشمي  عامل المأمون  على المدينة  ، وولي القضاء . قال : وقال أبو زرعة  ، وأبو حاتم   : صدوق . 
قلت : احتج به أصحاب الصحاح . 
وقال أحمد بن أبي خيثمة  في " تاريخه " : خرجنا في سنة تسع عشرة ومائتين إلى مكة  ، فقلت لأبي : عمن أكتب ؟ فقال : لا تكتب عن أبي مصعب  ، واكتب عمن شئت . 
قلت : أظنه نهاه عنه لدخوله في القضاء والمظالم ، وإلا فهو ثقة ، نادر الغلط ، كبير الشأن . 
قال أبو محمد بن حزم   : آخر شيء روي عن مالك  من " الموطآت " :  [ ص: 438 ] موطأ أبي مصعب  ، وموطأ أحمد بن إسماعيل السهمي  ، وفي هذين الموطأين نحو من مائة حديث زائدة   . وهما آخر ما روي عن مالك   . وفي ذلك دليل على أنه كان يزيد في الموطأ أحاديث كل وقت ، كان أغفلها ، ثم أثبتها وهكذا يكون العلماء رحمهم الله . 
قال  ابن عبد البر   : مات أبو مصعب  سنة إحدى وأربعين ومائتين . كذا قال . 
وقال الزبير بن بكار   : مات في شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين ومائتين . وهو على القضاء ، وله اثنتان وتسعون سنة . 
قال  أبو الحسن الدارقطني   : أبو مصعب  ثقة في " الموطأ " ، وقدمه على يحيى بن بكير   . 
قال أبو إسحاق  في " طبقاته " : كان أبو مصعب  من أعلم أهل المدينة   . روي أنه قال : يا أهل المدينة  ، لا تزالون ظاهرين على أهل العراق  ما دمت لكم حيا . 
قلت : سمعت موطأه من أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء  ، في سنة خمس وتسعين وستمائة سوى ذاك الفوت القديم ، وهو المساقاة والقراض بإجازته عن المؤيد الطوسي  ، قال : أخبرنا هبة الله بن سهل السيدي  ، أخبرنا أبو عثمان البحيري  ، أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي  ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الهاشمي  ، أخبرنا أبو مصعب الزهري  ، عن مالك   . 
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي  ، أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه  ، أخبرنا أحمد بن إسحاق  ، أخبرنا محمد بن أبي القاسم المفسر  ، ومحمد بن إبراهيم المغازلي  ، وعمر بن بركة  ، والأنجب بن أبي  [ ص: 439 ] السعادات  ، وسعيد بن ياسين  ، وصفية بنت أبي طاهر   ( ح ) وأخبرنا سنقر بن عبد الله الزيني  بحلب  ، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف  ، وعبد اللطيف بن محمد  ، والأنجب بن أبي السعادات  ، وعلي بن أبي الفخار  ، ومحمد بن محمد بن السباك  ، وغيرهم ( ح ) أخبرنا إسماعيل بن الفراء  أيضا ، وأحمد بن مؤمن  ،  ومحمد بن علي  ، ومحمد بن يعقوب الأسدي  ، وابن عمه أيوب بن أبي بكر  ، وعبد الكريم بن محمد بن محمد  ، وبيبرس المجدي  ، قالوا : أخبرنا إبراهيم بن عثمان الكاشغري  قالوا كلهم : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي  ، زاد الكاشغري  ، فقال : وأخبرنا علي بن عبد الرحمن الطوسي   ( ح ) ، وأخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق  ، أخبرنا محمد بن عمر الحربي  ، عن محمد بن ناصر الحافظ   ( ح ) ، وأخبرنا أبو المعالي  ، أخبرنا أبو الوقت محاسن  إجازة ، إن لم يكن سماعا ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الزعفراني  ، قالوا أربعتهم : أخبرنا مالك بن أحمد الفراء  ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن المجبر  ، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد إملاء  ، حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري  ، عن مالك  ، عن ابن شهاب  ، عن عبد الله  والحسن  ابني محمد بن علي  ، عن أبيهما ، عن  علي بن أبي طالب   - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن متعة النساء يوم خيبر ، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية متفق عليه .  [ ص: 440 ] 
أخرجه  البخاري  عن عبد الله بن يوسف  ، ومسلم  عن يحيى بن يحيى  ، كلاهما عن مالك   . 
ورواه  البخاري  أيضا عن مسدد  ، عن يحيى بن سعيد  ، عن عبيد الله بن عمر  ، ومسلم  عن ابن نمير  ، عن أبيه ، عن عبيد الله  ، وعن حرملة  ، عن ابن وهب  ، عن يونس  ، وعن عبد بن حميد  عن عبد الرزاق  ، عن معمر  جميعا عن ابن شهاب   . 
ورواه  النسائي  في تصنيفه لحديث مالك  ، فقال : حدثنا زكريا السجزي  ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، وهو ابن أبي شيبة  ، عن سعيد بن محبوب  ، عن عبثر بن القاسم  ، عن  سفيان الثوري  ، عن الإمام مالك  ، فكأن مشايخي سمعوه من  النسائي   . وقد سمى أبو القاسم  في " النبل " والد أبي مصعب زرارة  ، والصحيح أن اسمه كنيته بدليل ما أخبرني أحمد بن عساكر  ، عن عبد المعز بن محمد  ، أخبرنا زاهر  ، أنبأنا محمد  ، أخبرنا  أبو أحمد الحاكم  ، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي  ، حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري  ، وسألناه عن اسم أبيه ، فقال : لا يعرف له اسم . 
				
						
						
