عبد الله بن عامر 
ابن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، الأمير ، أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي الذي افتتح إقليم خراسان   . رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه حديثا في : من قتل دون ماله رواه عنه حنظلة بن قيس   . وهو ابن خال عثمان  ، وأبوه عامر  هو ابن عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيضاء بنت عبد المطلب   . ولي البصرة  لعثمان  ، ثم وفد على معاوية  ، فزوجه بابنته هند  ، وداره بدمشق  بالحويرة  هي دار ابن الحرستاني   . قال الزبير بن بكار   : استعمل عثمان  على البصرة  ابن عامر  ، وعزل أبا  [ ص: 19 ] موسى  ، فقال أبو موسى   : قد أتاكم فتى من قريش  ، كريم الأمهات والعمات والخالات ، يقول بالمال فيكم هكذا وهكذا . وهو الذي دعا طلحة  والزبير  إلى البصرة  وقال : إن لي فيها صنائع . وهو الذي افتتح خراسان  ، وقتل كسرى  في ولايته ، وأحرم من نيسابور  شكرا لله ، وعمل السقايات بعرفة   . وكان سخيا كريما . قال ابن سعد  أسلم أبوه عامر  يوم الفتح وبقي إلى زمن عثمان  ، وعقبه بالبصرة  والشام  كثير . قدم على ولده عبد الله  وهو والي البصرة   . وقيل : ولد عبد الله  بعد الهجرة ، فلما قدم رسول الله معتمرا عمرة القضاء ، حمل إليه ابن عامر  وهو ابن ثلاث سنين ، فحنكه ، وولد له عبد الرحمن  وهو ابن ثلاث عشرة سنة . وأما ابن منده  فقال : توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولابن عامر  ثلاث عشرة سنة . قال مصعب الزبيري   : يقال : إنه كان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء . وقال الأصمعي   : أرتج عليه يوم أضحى بالبصرة  ، فمكث ساعة ، ثم قال : والله لا أجمع عليكم عيا ولؤما ، من أخذ شاة من السوق ، فثمنها علي . 
 أبو داود الطيالسي   : حدثنا حميد بن مهران  ، عن سعد بن أوس  ، عن  [ ص: 20 ] زياد بن كسيب  قال : كنت مع أبي بكرة  تحت منبر ابن عامر  وهو يخطب وعليه ثياب رقاق ، فقال أبو بلال   : انظروا إلى أميركم يلبس ثياب الفساق ، فقال أبو بكرة   : اسكت ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله  . 
أبو بلال : هو مرداس بن أدية  من الخوارج   . قال خليفة  وفي سنة تسع وعشرين عزل عثمان  أبا موسى  عن البصرة  ،  وعثمان بن أبي العاص  عن فارس  ، وجمعهما لابن عامر   . وعن الحسن  قال : غزا ابن عامر  وعلى مقدمته ابن بديل  ، فأتى أصبهان  ، فصالحوه ، وتوجه إلى خراسان  على مقدمته الأحنف  ، فافتتحها ، يعني بعضها عنوة وبعضها صلحا . 
وقال الزهري   : خرج  يزدجرد  في مائة ألف ، فنزل مرو  واستعمل على إصطخر  رجلا ، فأتاها ابن عامر  ، فافتتحها . قال : وقتل  يزدجرد  ومن كان معه بمرو  ، ونزل ابن عامر  بأبرشهر  وبها بنتا كسرى  ، فحاصرها ، فصالحوه . وبعث الأحنف  ، فصالحه أهل هراة    . وبعث حاتم بن النعمان الباهلي  إلى مرو  ، فصالحوه . ثم سار معتمرا من نيسابور  إلى مكة  شكرا لله . وقد افتتح كرمان  وسجستان   . 
 [ ص: 21 ] وكان من كبار ملوك العرب ، وشجعانهم ، وأجوادهم . وكان فيه رفق وحلم . ولاه معاوية  البصرة   . توفي قبل معاوية  في سنة تسع وخمسين فقال معاوية   : بمن نفاخر وبمن نباهي بعده ؟ ! 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					