الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      روى جعفر بن محمد ، عن أبيه . أن عمر جعل للحسين مثل عطاء علي ، خمسة آلاف .

                                                                                      حماد بن زيد : عن معمر ، عن الزهري : أن عمر كسا أبناء الصحابة ; ولم يكن في ذلك ما يصلح للحسن والحسين ; فبعث إلى اليمن ، فأتي بكسوة لهما ، فقال : الآن طابت نفسي .

                                                                                      الواقدي : حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ; أن عمر ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما لقرابتهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكل واحد خمسة آلاف .

                                                                                      يونس بن أبي إسحاق : عن العيزار بن حريث ، قال : بينا عمرو بن العاص في ظل الكعبة ، إذ رأى الحسين ، فقال : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم .

                                                                                      [ ص: 286 ] فقال أبو إسحاق : بلغني أن رجلا جاء إلى عمرو ، فقال : علي رقبة من ولد إسماعيل . فقال : ما أعلمها إلا الحسن والحسين .

                                                                                      قلت : ما فهمته .

                                                                                      إبراهيم بن نافع : عن عمرو بن دينار ، قال : كان الرجل إذا أتى ابن عمر ، فقال : إن علي رقبة من بني إسماعيل ، قال : عليك بالحسن والحسين .

                                                                                      هوذة : حدثنا عوف ، عن الأزرق بن قيس ، قال : قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسقف نجران والعاقب فعرض عليهما الإسلام ، قالا : كنا مسلمين قبلك . قال : كذبتما ! إنه منع الإسلام منكما ثلاث ; قولكما : اتخذ الله ولدا ، وأكلكما الخنزير ، وسجودكما للصنم . قالا : فمن أبو عيسى ؟ فما عرف حتى أنزل الله عليه : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم إلى قوله : إن هذا لهو القصص الحق فدعاهما إلى الملاعنة وأخذ بيد فاطمة والحسن والحسين ، وقال : هؤلاء بني . قال : فخلا أحدهما بالآخر ، فقال : لا تلاعنه ، فإن كان نبيا فلا بقية ، فقالا : لا حاجة لنا في الإسلام ولا في ملاعنتك ، فهل من ثالثة ؟ قال : نعم ; الجزية ، فأقرا بها ، ورجعا .

                                                                                      [ ص: 287 ] معمر : عن قتادة ، قال : لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يباهل أهل نجران ، أخذ بيد الحسن والحسين ، وقال لفاطمة : اتبعينا ، فلما رأى ذلك أعداء الله ، رجعوا .

                                                                                      أبو عوانة : عن سليمان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي إدريس ، عن المسيب بن نجبة ; سمع عليا يقول : ألا أحدثكم عني وعن أهل بيتي ؟ أما عبد الله بن جعفر ; فصاحب لهو ، وأما الحسن ، فصاحب جفنة من فتيان قريش ; لو قد التقت حلقتا البطان لم يغن في الحرب عنكم ، وأما أنا وحسين ; فنحن منكم ، وأنتم منا .

                                                                                      إسناده قوي .

                                                                                      وعن سعيد بن عمرو ; أن الحسن قال للحسين : وددت أن لي بعض شدة قلبك ، فيقول الحسين : وأنا وددت أن لي بعض ما بسط من لسانك .

                                                                                      عن أبي المهزم ، قال : كنا في جنازة ، فأقبل أبو هريرة ينفض بثوبه التراب عن قدم الحسين .

                                                                                      وقال مصعب الزبيري : حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا .

                                                                                      [ ص: 288 ] وكذا روى عبيد الله الوصافي عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، وزاد : ونجائبه تقاد معه ، لكن اختلفت الرواية عن الوصافي ، فقال يعلى بن عبيد ، عنه : الحسن ، وروى عنه زهير نحوه فقال فيه : الحسن .

                                                                                      قال أبو عبيدة بن المثنى : كان على الميسرة يوم الجمل الحسين .

                                                                                      أحمد في مسنده : أخبرنا محمد بن عبيد ، حدثنا شرحبيل بن مدرك ، عن عبد الله بن نجي عن أبيه ; أنه سار مع علي ، وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذى نينوى ، وهو سائر إلى صفين ، ناداه علي : اصبر أبا عبد الله بشط الفرات . قلت : وما ذاك ؟ قال : دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ، وعيناه تفيضان ، فقال : قام من عندي جبريل ، فحدثني أن الحسين يقتل ، وقال : هل لك أن أشمك من تربته ؟ قلت : نعم . فمد يده ، فقبض قبضة من تراب . قال : فأعطانيها ، فلم أملك عيني .

                                                                                      هذا غريب وله شويهد .

                                                                                      يحيى بن أبي زائدة : عن رجل ، عن الشعبي أن عليا قال وهو بشط الفرات : صبرا أبا عبد الله .

                                                                                      عمارة بن زاذان ; حدثنا ثابت ، عن أنس ، قال : استأذن ملك القطر على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا أم سلمة ! احفظي علينا الباب . فجاء الحسين ، فاقتحم ، وجعل يتوثب على النبي - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله يقبله . فقال الملك : أتحبه ؟ قال : نعم . قال : إن أمتك ستقتله ، إن شئت أريتك [ ص: 289 ] المكان الذي يقتل فيه . قال : نعم ، فجاءه بسهلة أو تراب أحمر .

                                                                                      قال ثابت : كنا نقول : إنها كربلاء .

                                                                                      علي بن الحسين بن واقد ، حدثنا أبي ، حدثنا أبو غالب عن أبي أمامة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنسائه : لا تبكوا هذا ، يعني - حسينا : فكان يوم أم سلمة ، فنزل جبريل ; فقال رسول الله لأم سلمة : لا تدعي أحدا يدخل . فجاء حسين ، فبكى فخلته يدخل ، فدخل حتى جلس في حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال جبريل : إن أمتك ستقتله . قال : يقتلونه وهم مؤمنون ؟ قال : نعم ، وأراه تربته .

                                                                                      إسناده حسن .

                                                                                      خالد بن مخلد : حدثنا موسى بن يعقوب ، عن هاشم بن هاشم ، عن عبد الله بن وهب بن زمعة ، عن أم سلمة ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اضطجع ذات يوم ، فاستيقظ وهو خاثر ، ثم رقد ، ثم استيقظ خاثرا ، ثم رقد ، ثم استيقظ ، وفي يده تربة حمراء ، وهو يقلبها . قلت : ما هذه ؟ قال : أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق ، للحسين ، وهذه تربتها .

                                                                                      [ ص: 290 ] ورواه إبراهيم بن طهمان عن عباد بن إسحاق عن هاشم ، ولم يذكر " اضطجع " .

                                                                                      أحمد
                                                                                      : حدثنا وكيع ; حدثنا عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن عائشة ، أو أم سلمة ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها : لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها ، فقال : إن حسينا مقتول ، وإن شئت أريتك التربة . . . الحديث .

                                                                                      ورواه عبد الرزاق ، أخبرنا عبد الله مثله ، وقال : أم سلمة ، ولم يشك .

                                                                                      ويروى عن أبي وائل ، وعن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة .

                                                                                      ورواه ابن سعد من حديث عائشة . وله طرق أخر .

                                                                                      وعن حماد بن زيد ، عن سعيد بن جمهان ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل بتراب من التربة التي يقتل بها الحسين . وقيل : اسمها كربلاء . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : كرب وبلاء .

                                                                                      إسرائيل : عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن علي ، قال : ليقتلن الحسين قتلا ، وإني لأعرف تراب الأرض التي يقتل بها .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية