نجم الدين الكبرى 
الشيخ الإمام العلامة القدوة المحدث الشهيد شيخ خراسان نجم الكبراء ويقال : نجم الدين الكبرى الشيخ أبو الجناب أحمد بن عمر بن محمد الخوارزمي الخيوقي الصوفي ، وخيوق من قرى خوارزم . 
طاف في طلب الحديث ، وسمع من أبي طاهر السلفي  ، وأبي العلاء الهمذاني العطار  ، ومحمد بن بنيمان  ، وعبد المنعم بن الفراوي  ،  [ ص: 112 ] وطبقتهم ، وعني بالحديث ، وحصل الأصول . 
حدث عنه عبد العزيز بن هلالة  ، وخطيب داريا شمخ ، وناصر بن منصور العرضي  ، وسيف الدين الباخرزي  تلميذه ، وآخرون . 
قال ابن نقطة   : هو شافعي إمام في السنة . 
وقال عمر بن الحاجب   : طاف البلاد وسمع واستوطن خوارزم  ، وصار شيخ تلك الناحية ، وكان صاحب حديث وسنة ، ملجأ للغرباء ، عظيم الجاه ، لا يخاف في الله لومة لائم . 
وقال ابن هلالة   : جلست عنده في الخلوة مرارا ، وشاهدت أمورا عجيبة ، وسمعت من يخاطبني بأشياء حسنة . 
قلت : لا وجود لمن خاطبك في خلوتك مع جوعك المفرط ، بل هو سماع كلام في الدماغ الذي قد طاش وفاش وبقي قرعة كما يتم للمبرسم والمغمور بالحمى والمجنون ، فاجزم بهذا ، واعبد الله بالسنن الثابتة تفلح ! 
وقيل : إنه فسر القرآن في اثني عشر مجلدا ، وقد ذهب إليه فخر الدين الرازي  صاحب التصانيف ، وناظر بين يديه فقيها في معرفة الله وتوحيده ، فأطالا الجدال ، ثم سألا الشيخ عن علم المعرفة ، فقال : هي واردات ترد على النفوس ، تعجز النفوس عن ردها . فسأله فخر الدين   : كيف الوصول إلى إدراك ذلك ؟ قال : بترك ما أنت فيه من الرئاسة والحظوظ . قال : هذا ما أقدر عليه . وأما رفيقه فزهد ، وتجرد ، وصحب الشيخ . 
 [ ص: 113 ] نزلت التتار  على خوارزم  في ربيع الأول سنة ثماني عشرة وستمائة ، فخرج نجم الدين الكبرى  فيمن خرج للجهاد ، فقاتلوا على باب البلد حتى قتلوا - رضي الله عنهم - وقتل الشيخ وهو في عشر الثمانين . وفي كلامه شيء من تصوف الحكماء . 
حدثنا أبو عاصم نافع الهندي  ، أخبرنا مولاي سعيد بن المطهر  أخبرنا أبو الجناب أحمد بن عمر  سنة 615 ، قال : قرأت على أبي العلاء الحافظ  ، أخبرنا علي بن أحمد  ، أخبرنا محمد بن محمد  ، أخبرنا إسماعيل الصفار  ، حدثنا الحسن بن عرفة  ، حدثنا سلم بن سالم  ، عن نوح بن أبي مريم  ، عن ثابت  ، عن أنس  ، قال : سئل رسول الله صلى الله عليه سلم عن هذه الآية : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة  قال : للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى وهي الجنة ، والزيادة : النظر إلى وجه الله الكريم  . 
نوح  تالف ، وسلم  ضعفوه . 
 [ ص: 114 ] وفيها مات الواعظ أبو الفتح أحمد بن علي الغزنوي  صاحب الكروخي ، وطاغوت الإسماعيلية  ضلال الدين حسن بن علي الصباحي  بالألموت  ، والشهاب محمد بن راجح الحنبلي  ، وأبو الفرج محمد بن عبد الرحمن الواسطي التاجر  ، وموسى بن عبد القادر الجيلي  ، وهبة الله بن الخضر بن طاوس  ، والقاسم بن عبد الله بن الصفار  ، ومسند هراة  أبو روح عبد المعز بن محمد البزاز   . 
				
						
						
