كذلك الخروج   بعد ظهور الدلائل بصنع الله على إمكان البعث لأن خلق تلك المخلوقات من عدم يدل على أن إعادة بعض الموجودات الضعيفة أمكن وأهون ، جيء بما يفيد تقريب البعث بقوله : " كذلك الخروج " . 
فهذه الجملة فذلكة للاستدلال على إمكان البعث الذي تضمنته الجمل السابقة فوجب انفصال هذه الجملة فتكون استئنافا أو اعتراضا في آخر الكلام على رأي من يجيزه وهو الأصح . 
والإشارة بذلك إلى ما ذكر آنفا من إحياء الأرض بعد موتها ، أي كما أحيينا الأرض بعد موتها كذلك نحيي الناس بعد موتهم وبلاهم ، مع إفادتها تعظيم شأن المشار إليه ، أي مثل البعث العظيم الإبداع . 
والتعريف في الخروج للعهد ، أي خروج الناس من الأرض كما قال تعالى   [ ص: 295 ] يوم يخرجون من الأجداث سراعا    . فـ " الخروج " صار كالعلم بالغلبة على البعث ، وسيأتي قوله تعالى : " ذلك يوم الخروج    " . 
وتقديم المجرور على المبتدأ للاهتمام بالخبر لما في الخبر من دفع الاستحالة وإظهار التقريب ، وفيه تشويق لتلقي المسند إليه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					