(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75nindex.php?page=treesubj&link=28981ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون ) أي : من بعد أولئك الرسل بآياتنا وهي المعجزات التي ظهرت على يديه ، ولا يخص قوله : وملئه بالأشراف ، بل هي عامة لقوم
فرعون شريفهم ومشروفهم .
فاستكبروا تعاظموا عن قبولها ، وأعظم الكبر أن يتعاظم العبيد عن قبول رسالة ربهم بعد تبينها واستيضاحها ، وباجترامهم الآثام العظيمة استكبروا واجترءوا على ردها .
والحق هو : العصا واليد ، قالوا لحبهم الشهوات : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إن هذا لسحر مبين ) وهم يعلمون أن الحق أبعد شيء من السحر الذي ليس إلا تمويها وباطلا ، ولم يقولوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إن هذا لسحر مبين ) إلا عند معاينة العصا وانقلابها ، واليد وخروجها بيضاء ، ولم يتعاطوا إلا مقاومة العصا وهي معجزة
موسى الذي وقع فيها عجز المعارض .
وقرأ
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2لساحر مبين ) ، جعل خبر إن اسم فاعل لا مصدرا كقراءة الجماعة . ولما كابروا
موسى فيما جاء به من الحق أخبروا على جهة الجزم بأن ما جاء به سحر مبين فقال لهم
موسى : أتقولون ؟ مستفهما على جهة الإنكار والتوبيخ ، حيث جعلوا الحق سحرا ، أسحر هذا ؟ أي : مثل هذا الحق لا يدعى أنه سحر .
وأخبر أنه لا يفلح من كان ساحرا لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69ولا يفلح الساحر حيث أتى ) والظاهر أن معمول أتقولون محذوف تقديره : ما تقدم ذكره وهو إن هذا لسحر ، ويجوز أن يحذف معمول القول للدلالة عليه نحو قول الشاعر :
لنحن الألى قلتم فأنى ملئتم برؤيتنا قبل اهتمام بكم رعبا
ومسألة الكتاب : متى رأيت أو قلت زيدا منطلقا وقيل : معمول أتقولون هو أسحر هذا إلى آخره ، كأنهم قالوا : أجئتما بالسحر تطلبان به الفلاح ، ولا يفلح الساحرون .
كما قال
موسى للسحرة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81ما جئتم به السحر إن الله سيبطله ) . والذين قالوا : بأن الجملة وأن الاستفهام هي محكية لقول اختلفوا ، فقال بعضهم : قالوا ذلك على سبيل التعظيم للسحر الذي رأوه بزعمهم ، كما تقول لفرس تراه يجيد الجري : أفرس هذا ؟ على سبيل التعجيب والاستغراب ، وأنت قد علمت أنه فرس ، فهو استفهام معناه التعجيب والتعظيم .
وقال بعضهم : قال ذلك منهم كل جاهل بالأمر ، فهو يسأل أهو سحر ؟ لقول بعضهم : إن هذا لسحر ، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن يكون معنى قوله : أتقولون للحق : أتعيبونه وتطعنون فيه ، فكان عليكم أن تذعنوا له وتعظموه ، قال : من قولهم فلان يخاف القالة ، وبين الناس تقاول إذا قال بعضهم لبعض ما يسوء ، ونحو القول الذكر في قوله : سمعنا فتى يذكرهم ثم قال : أسحر هذا ؟ فأنكر ما قالوه في عيبه والطعن عليه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75nindex.php?page=treesubj&link=28981ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ) أَيْ : مِنْ بَعْدِ أُولَئِكَ الرُّسُلِ بِآيَاتِنَا وَهِيَ الْمُعْجِزَاتُ الَّتِي ظَهَرَتْ عَلَى يَدَيْهِ ، وَلَا يُخَصُّ قَوْلُهُ : وَمَلْئِهِ بِالْأَشْرَافِ ، بَلْ هِيَ عَامَّةٌ لِقَوْمِ
فِرْعَوْنَ شَرِيفِهِمْ وَمَشْرُوفِهِمْ .
فَاسْتَكْبَرُوا تَعَاظَمُوا عَنْ قَبُولِهَا ، وَأَعْظَمُ الْكِبْرِ أَنْ يَتَعَاظَمَ الْعَبِيدُ عَنْ قَبُولِ رِسَالَةِ رَبِّهِمْ بَعْدَ تَبَيُّنِهَا وَاسْتِيضَاحِهَا ، وَبِاجْتِرَامِهِمُ الْآثَامَ الْعَظِيمَةَ اسْتَكْبَرُوا وَاجْتَرَءُوا عَلَى رَدِّهَا .
وَالْحَقُّ هُوَ : الْعَصَا وَالْيَدُ ، قَالُوا لِحُبِّهِمُ الشَّهَوَاتِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ) وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ الْحَقَّ أَبْعَدُ شَيْءٍ مِنَ السِّحْرِ الَّذِي لَيْسَ إِلَّا تَمْوِيهًا وَبَاطِلًا ، وَلَمْ يَقُولُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ) إِلَّا عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْعَصَا وَانْقِلَابِهَا ، وَالْيَدِ وَخُرُوجِهَا بَيْضَاءَ ، وَلَمْ يَتَعَاطَوْا إِلَّا مُقَاوَمَةَ الْعَصَا وَهِيَ مُعْجِزَةُ
مُوسَى الَّذِي وَقَعَ فِيهَا عَجْزُ الْمُعَارِضِ .
وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2لَسَاحِرٌ مُبِينٌ ) ، جَعَلَ خَبَرَ إِنَّ اسْمَ فَاعِلٍ لَا مَصْدَرًا كَقِرَاءَةِ الْجَمَاعَةِ . وَلَمَّا كَابَرُوا
مُوسَى فِيمَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْحَقِّ أَخْبَرُوا عَلَى جِهَةِ الْجَزْمِ بِأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ سِحْرٌ مُبِينٌ فَقَالَ لَهُمْ
مُوسَى : أَتَقُولُونَ ؟ مُسْتَفْهِمًا عَلَى جِهَةِ الْإِنْكَارِ وَالتَّوْبِيخِ ، حَيْثُ جَعَلُوا الْحَقَّ سِحْرًا ، أَسِحْرٌ هَذَا ؟ أَيْ : مِثْلَ هَذَا الْحَقِّ لَا يُدَّعَى أَنَّهُ سِحْرٌ .
وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يُفْلِحُ مَنْ كَانَ سَاحِرًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَعْمُولَ أَتَقُولُونَ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَهُوَ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُحْذَفَ مَعْمُولُ الْقَوْلِ لِلدَّلَالَةِ عَلَيْهِ نَحْوَ قَوْلِ الشَّاعِرِ :
لَنَحْنُ الْأُلَى قُلْتُمْ فَأَنَّى مُلِئْتُمُ بِرُؤْيَتِنَا قَبْلَ اهْتِمَامٍ بِكُمْ رُعْبَا
وَمَسْأَلَةُ الْكِتَابِ : مَتَى رَأَيْتَ أَوْ قُلْتَ زَيْدًا مُنْطَلِقًا وَقِيلَ : مَعْمُولُ أَتَقُولُونَ هُوَ أَسِحْرٌ هَذَا إِلَى آخِرِهِ ، كَأَنَّهُمْ قَالُوا : أَجِئْتُمَا بِالسِّحْرِ تَطْلُبَانِ بِهِ الْفَلَاحَ ، وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ .
كَمَا قَالَ
مُوسَى لِلسَّحَرَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ) . وَالَّذِينَ قَالُوا : بِأَنَّ الْجُمْلَةَ وَأَنَّ الِاسْتِفْهَامَ هِيَ مَحْكِيَّةٌ لِقَوْلِ اخْتَلَفُوا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَالُوا ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّعْظِيمِ لِلسِّحْرِ الَّذِي رَأَوْهُ بِزَعْمِهِمْ ، كَمَا تَقُولُ لِفَرَسٍ تَرَاهُ يُجِيدُ الْجَرْيَ : أَفَرَسٌ هَذَا ؟ عَلَى سَبِيلِ التَّعْجِيبِ وَالِاسْتِغْرَابِ ، وَأَنْتَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ فَرَسٌ ، فَهُوَ اسْتِفْهَامٌ مَعْنَاهُ التَّعْجِيبُ وَالتَّعْظِيمُ .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَالَ ذَلِكَ مِنْهُمْ كُلُّ جَاهِلٍ بِالْأَمْرِ ، فَهُوَ يَسْأَلُ أَهْوَ سِحْرٌ ؟ لِقَوْلِ بَعْضِهِمْ : إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ ، وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ : أَتَعِيبُونَهُ وَتَطْعَنُونَ فِيهِ ، فَكَانَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُذْعِنُوا لَهُ وَتُعَظِّمُوهُ ، قَالَ : مِنْ قَوْلِهِمْ فُلَانٌ يَخَافُ الْقَالَةَ ، وَبَيْنَ النَّاسِ تَقَاوُلٌ إِذَا قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَا يَسُوءُ ، وَنَحْوُ الْقَوْلِ الذِّكْرُ فِي قَوْلِهِ : سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ ثُمَّ قَالَ : أَسِحْرٌ هَذَا ؟ فَأَنْكَرَ مَا قَالُوهُ فِي عَيْبِهِ وَالطَّعْنِ عَلَيْهِ .