و (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أن لا تعبدوا ) يحتمل أن يكون أن حرف تفسير ، لأن في تفصيل الآيات معنى القول ، وهذا أظهر ، لأنه لا يحتاج إلى إضمار . وقيل : التقدير : لأن لا تعبدوا ، أو بأن لا تعبدوا ، فيكون مفعولا من أجله ، ووصلت ( أن ) بالنهي . وقيل : ( أن ) نصبت لا تعبدوا ، فالفعل خبر منفي . وقيل : ( أن ) : هي المخففة من الثقيلة ، وجملة النهي
[ ص: 201 ] في موضع الخبر ، وفي هذه الأقوال العامل : فصلت . وأما من أعربه أنه بدل من لفظ ( آيات ) أو من موضعها ، أو التقدير : من النظر أن لا تعبدوا إلا الله ، أو : في الكتاب ألا تعبدوا ، أو هي : أن لا تعبدوا ، أو : ضمن أن لا تعبدوا ، أو : تفصيله أن لا تعبدوا ، فهو بمعزل عن علم الإعراب .
والظاهر عود الضمير في منه إلى الله ، أي : إني لكم نذير من جهته وبشير ، فيكون في موضع الصفة ، فتعلق بمحذوف ، أي : كائن من جهته . أو تعلق بنذير ، أي : أنذركم من عذابه إن كفرتم ، وأبشركم بثوابه إن آمنتم . وقيل : يعود على الكتابة ، أي : نذير لكم من مخالفته ، وبشير منه لمن آمن وعمل به . وقدم النذير لأن التخويف هو الأهم .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26أَنْ لَا تَعْبُدُوا ) يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَنْ حَرْفَ تَفْسِيرٍ ، لِأَنَّ فِي تَفْصِيلِ الْآيَاتِ مَعْنَى الْقَوْلِ ، وَهَذَا أَظْهَرُ ، لِأَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى إِضْمَارٍ . وَقِيلَ : التَّقْدِيرُ : لِأَنْ لَا تَعْبُدُوا ، أَوْ بِأَنْ لَا تَعْبُدُوا ، فَيَكُونُ مَفْعُولًا مِنْ أَجْلِهِ ، وَوُصِلَتْ ( أَنْ ) بِالنَّهْيِ . وَقِيلَ : ( أَنْ ) نَصَبَتْ لَا تَعْبُدُوا ، فَالْفِعْلُ خَبَرٌ مَنْفِيٌّ . وَقِيلَ : ( أَنْ ) : هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَجُمْلَةُ النَّهْيِ
[ ص: 201 ] فِي مَوْضِعِ الْخَبَرِ ، وَفِي هَذِهِ الْأَقْوَالِ الْعَامِلُ : فُصِّلَتْ . وَأَمَّا مَنْ أَعْرَبَهُ أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ لَفْظِ ( آيَاتُ ) أَوْ مِنْ مَوْضِعِهَا ، أَوِ التَّقْدِيرُ : مِنَ النَّظَرِ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ، أَوْ : فِي الْكِتَابِ أَلَّا تَعْبُدُوا ، أَوْ هِيَ : أَنْ لَا تَعْبُدُوا ، أَوْ : ضَمِنَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا ، أَوْ : تَفْصِيلُهُ أَنْ لَا تَعْبُدُوا ، فَهُوَ بِمَعْزِلٍ عَنْ عِلْمِ الْإِعْرَابِ .
وَالظَّاهِرُ عَوْدُ الضَّمِيرِ فِي مِنْهُ إِلَى اللَّهِ ، أَيْ : إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مِنْ جِهَتِهِ وَبَشِيرٌ ، فَيَكُونُ فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ ، فَتُعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ ، أَيْ : كَائِنٌ مِنْ جِهَتِهِ . أَوْ تُعَلَّقُ بِنَذِيرٍ ، أَيْ : أُنْذِرُكُمْ مِنْ عَذَابِهِ إِنْ كَفَرْتُمْ ، وَأُبَشِّرُكُمْ بِثَوَابِهِ إِنْ آمَنْتُمْ . وَقِيلَ : يَعُودُ عَلَى الْكِتَابَةِ ، أَيْ : نَذِيرٌ لَكُمْ مِنْ مُخَالَفَتِهِ ، وَبَشِيرٌ مِنْهُ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ بِهِ . وَقُدِّمَ النَّذِيرُ لِأَنَّ التَّخْوِيفَ هُوَ الْأَهَمُّ .