(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63nindex.php?page=treesubj&link=28983فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ) أي : رجعوا من
مصر ممتارين ، بادروا بما كان أهم الأشياء عندهم من التوطئة لإرسال أخيهم معهم ، وذلك قبل فتح متاعهم وعلمهم بإحسان العزيز إليهم من رد بضاعتهم ، وأخبروا بما جرى لهم مع العزيز الذي على إهراء
مصر ، وأنهم استدعى منهم العزيز أن يأتوا بأخيهم حتى يتبين صدقهم أنهم ليسوا جواسيس ، وقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63منع منا الكيل ) إشارة إلى قول
يوسف : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=60فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ) ويكون ( منع ) يراد به في المستأنف ، وإلا فقد كيل لهم ، وجاءوا أباهم بالميرة ، لكن لما أنذروا بمنع الكيل قالوا : ( منع ) وقيل : أشاروا إلى بعير
بنيامين الذي منع من الميرة ، وهذا أولى بحمل ( منع ) على الماضي حقيقة ، ولقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63فأرسل معنا أخانا نكتل ) ، ويقويه قراءة ( يكتل ) بالياء أي : يكتل أخونا ، فإنما منع كيل بعيره لغيبته ، أو يكن سببا للاكتيال ، فإن امتناعه في المستقبل تشبيه ، وهي قراءة الأخوين ، وقرأ باقي السبعة بالنون ؛ أي : نرفع المانع من الكيل ، أو نكتل من الطعام ما نحتاج إليه ، وضمنوا له حفظه وحياطته ، قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64هل آمنكم ) هذا توقيف وتقرير ، وتألم من فراقه
بنيامين ، ولم يصرح بمنعه من حمله لما رأى في ذلك من المصلحة ، وشبه هذا الائتمان في ابنه هذا بائتمانه إياهم في حق
يوسف ، قلتم فيه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=12وإنا له لحافظون ) كما قلتم في هذا ، فأخاف أن تكيدوا له كما كدتم لذلك ، لكن
يعقوب لم يخف عليه كما خاف على
يوسف ، واستسلم لله وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64فالله خير حافظا ) وقرأ الأخوان
وحفص : ( حافظا ) اسم فاعل ، وانتصب " حفظا ، وحافظا " على التمييز ، والمنسوب له الخير هو حفظ الله ، والحافظ الذي من جهة الله ، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن يكون ( حافظا ) حالا ، وليس بجيد ؛
[ ص: 323 ] لأن فيه تقييد ( خير ) بهذه الحال ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : ( خير حافظ ) على الإضافة ، فالله تعالى متصف بالحفظ وزيادته على كل حافظ ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : ( خير الحافظين ) كذا نقل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وقال
ابن عطية : وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، ( فالله خير حافظا وهو خير الحافظين ) وينبغي أن تجعل هذه الجملة تفسيرا لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64فالله خير حافظا ) لا أنها قرآن .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64وهو أرحم الراحمين ) اعتراف بأن الله هو ذو الرحمة الواسعة ، فأرجو منه حفظه ، وأن لا يجمع على مصيبته ومصيبة أخيه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63nindex.php?page=treesubj&link=28983فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) أَيْ : رَجَعُوا مِنْ
مِصْرَ مُمْتَارِينَ ، بَادَرُوا بِمَا كَانَ أَهَمَّ الْأَشْيَاءِ عِنْدَهُمْ مِنَ التَّوْطِئَةِ لِإِرْسَالِ أَخِيهِمْ مَعَهُمْ ، وَذَلِكَ قَبْلَ فَتْحِ مَتَاعِهِمْ وَعِلْمِهِمْ بِإِحْسَانِ الْعَزِيزِ إِلَيْهِمْ مِنْ رَدِّ بِضَاعَتِهِمْ ، وَأَخْبَرُوا بِمَا جَرَى لَهُمْ مَعَ الْعَزِيزِ الَّذِي عَلَى إِهْرَاءِ
مِصْرَ ، وَأَنَّهُمُ اسْتَدْعَى مِنْهُمُ الْعَزِيزُ أَنْ يَأْتُوا بِأَخِيهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ صِدْقُهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَوَاسِيسَ ، وَقَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ ) إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِ
يُوسُفَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=60فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي ) وَيَكُونُ ( مُنِعَ ) يُرَادُ بِهِ فِي الْمُسْتَأْنَفِ ، وَإِلَّا فَقَدَ كَيَّلَ لَهُمْ ، وَجَاءُوا أَبَاهُمْ بِالْمِيرَةِ ، لَكِنْ لَمَّا أُنْذِرُوا بِمَنْعِ الْكَيْلِ قَالُوا : ( مُنِعَ ) وَقِيلَ : أَشَارُوا إِلَى بَعِيرِ
بِنْيَامِينَ الَّذِي مُنِعَ مِنَ الْمِيرَةِ ، وَهَذَا أَوْلَى بِحَمْلِ ( مُنِعَ ) عَلَى الْمَاضِي حَقِيقَةً ، وَلِقَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ ) ، وَيُقَوِّيهِ قِرَاءَةُ ( يَكْتَلْ ) بِالْيَاءِ أَيْ : يَكْتَلْ أَخُونَا ، فَإِنَّمَا مُنِعَ كَيْلُ بَعِيرِهِ لِغَيْبَتِهِ ، أَوْ يَكُنْ سَبَبًا لِلِاكْتِيَالِ ، فَإِنَّ امْتِنَاعَهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ تَشْبِيهٌ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الْأَخَوَيْنِ ، وَقَرَأَ بَاقِي السَّبْعَةِ بِالنُّونِ ؛ أَيْ : نَرْفَعُ الْمَانِعَ مِنَ الْكَيْلِ ، أَوْ نَكْتَلْ مِنَ الطَّعَامِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، وَضَمِنُوا لَهُ حِفْظَهُ وَحِيَاطَتَهُ ، قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64هَلْ آمَنُكُمْ ) هَذَا تَوْقِيفٌ وَتَقْرِيرٌ ، وَتَأَلُّمٌ مِنْ فِرَاقِهِ
بِنْيَامِينَ ، وَلَمْ يُصَرِّحْ بِمَنْعِهِ مِنْ حَمْلِهِ لَمَّا رَأَى فِي ذَلِكَ مِنَ الْمَصْلَحَةِ ، وَشَبَّهَ هَذَا الِائْتِمَانَ فِي ابْنِهِ هَذَا بِائْتِمَانِهِ إِيَّاهُمْ فِي حَقِّ
يُوسُفَ ، قُلْتُمْ فِيهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=12وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) كَمَا قُلْتُمْ فِي هَذَا ، فَأَخَافُ أَنْ تَكِيدُوا لَهُ كَمَا كِدْتُمْ لِذَلِكَ ، لَكِنَّ
يَعْقُوبَ لَمْ يَخَفْ عَلَيْهِ كَمَا خَافَ عَلَى
يُوسُفَ ، وَاسْتَسْلَمَ لِلَّهِ وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ) وَقَرَأَ الْأَخَوَانِ
وَحَفْصٌ : ( حَافِظًا ) اسْمُ فَاعِلٍ ، وَانْتَصَبَ " حِفْظًا ، وَحَافِظًا " عَلَى التَّمْيِيزِ ، وَالْمَنْسُوبُ لَهُ الْخَيْرُ هُوَ حِفْظُ اللَّهِ ، وَالْحَافِظُ الَّذِي مِنْ جِهَةِ اللَّهِ ، وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ يَكُونَ ( حَافِظًا ) حَالًا ، وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ ؛
[ ص: 323 ] لِأَنَّ فِيهِ تَقْيِيدُ ( خَيْرٌ ) بِهَذِهِ الْحَالِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ : ( خَيْرُ حَافِظٍ ) عَلَى الْإِضَافَةِ ، فَاللَّهُ تَعَالَى مُتَّصِفٌ بِالْحِفْظِ وَزِيَادَتِهِ عَلَى كُلِّ حَافِظٍ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ : ( خَيْرُ الْحَافِظِينَ ) كَذَا نَقَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ، وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ، ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ خَيْرُ الْحَافِظِينَ ) وَيَنْبَغِي أَنْ تُجْعَلَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ تَفْسِيرًا لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ) لَا أَنَّهَا قُرْآنٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) اعْتِرَافٌ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ ذُو الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ ، فَأَرْجُو مِنْهُ حِفْظَهُ ، وَأَنْ لَا يَجْمَعَ عَلَى مُصِيبَتِهِ وَمُصِيبَةِ أَخِيهِ .